بالأضواء المتلألئة والأجراس والنجوم يلون الأطفال أشجار الميلاد، التي يزينون بها منازلهم، ويكتبون أمنياتهم عليها، وتعد سيدات المنازل الطعام المتنوع احتفالاً باجتماع الأحبة والأهل استقبالاً للعام الجديد، تلك هي بهجة "رأس السنة"، الذي يحتفل به المجتمع السوري بوجه عام.

مدونة وطن "eSyria" التقت "سهير قسيس" بتاريخ 30 كانون الأول 2017، لتحدثنا عن التحضيرات التي تسبق عيد الميلاد، ورأس السنة، بالقول: «نبدأ التحضيرات لاستقبال "عيد الميلاد" و"رأس السنة" منذ بداية شهر كانون الأول، حيث نبدأ تزيين المنازل بشجرة عيد الميلاد باعتبارها رمزاً للخير والرخاء، ويتم تزيينها بالأجراس والنجوم والعكازات والشموع الملونة بالأحمر أو الذهبي، وتوضع النجمة المضيئة على رأس الشجرة باعتبارها نجمة "بيت لحم" التي تعدّ العلامة الدالة على مكان ولادة السيد "المسيح"، وهي من أهم التقاليد التي تميز العيد، إضافة إلى الأكاليل الخضراء التي توضع عادةً على أبواب المنازل والنوافذ كتقليد يرمز إلى أن المسيح هو نور العالم، إضافة إلى مجسمات لشخصية "بابا نويل" التي ارتبطت بالعيد ارتباطاً كبيراً، وأصبحنا ننتظر قدومه ليقدم لنا الهدايا في صباح اليوم التالي.

يعد عيد "رأس السنة الميلادية" من الأعياد التي أصبحت عادة يمارس طقوسها المجتمع السوري بكافة أطيافه مرة واحدة كل عام، فهو فرصة لتستعيد العائلة فيه لمتها ومحبتها، وخصوصاً أنه يصادف آخر يوم في السنة، الذي تكون صبيحته بداية عام جديد ومشرق، حيث يتم الاحتفال به لتوديع العام الذي مضى بخيره وشره، وذلك بإقامة الحفلات الغنائية والراقصة، وتحضير العديد من الأطباق المتنوعة من المأكولات، كـ"الفتوش، والتبولة، والمشاوي" التي تعد أساسية في مائدة رأس السنة، وغيرها من المأكولات، أضف إلى أن إطلاق الألعاب النارية أصبحت طقساً مهماً يمارسه معظم السوريين في منتصف الليل للتعبير عن فرحهم بقدوم العام الجديد

إضافة إلى بناء مغارة الميلاد تحت الشجرة أو بالقرب منها، ونضع بداخلها رجلاً وامرأة كتمثيل لـ"مريم ويوسف"، وطفلاً لتمثيل "المسيح" مع بقرة وحمار، إضافة إلى أن الزينة تبقى موجودة في كل مكان حتى قدوم "عيد الغطاس"، وهو اليوم الذي تم به تعميد الطفل "يسوع" من قبل "يوحنا المعمدان" في نهر "الأردن" في 6 كانون الثاني، حيث يتم نزع الشجرة عندما يأتي الخوري ليؤدي القداس ويبارك البيت بالبخور وورق الزيتون المبارك، أضف إلى أن القداس الديني يتم الاحتفال به في 24 كانون الأول، حيث تتم زيارة الكنيسة، وبعدها يتم تناول العشاء مع العائلة، وأحياناً أخرى يتم الاحتفال خارج المنزل. ولا بد قبل كل شيء من الذهاب إلى السوق لشراء الملابس ومستلزمات العيد، كالشوكولا والمشروبات والهدايا للأطفال، ويقام في معظم الأحيان كرنفال احتفالي بعيد الميلاد المجيد الذي يعبر قدومه عن انتهاء الظلام وبداية فجر عام جديد يشرق على البشرية».

سهير قسيس

وتابعت: «أما بالنسبة لطقوس الاحتفال بليلة "رأس السنة"، فتنشغل العائلة قبل أيام لتحضير العديد من الأطباق والأطعمة المتنوعة استعداداً للاحتفال برأس السنة، باعتبارها بداية عام جديد، فلا يوجد طعام محدد يتم إعداده في تلك الليلة، لكن في صبيحة العام الجديد جرت العادة في مجتمعنا على تقديم الأكلات البيضاء كـ"الشاكرية أو اللبنية"، أو "كوسا بلبن" للدلالة على الأيام البيضاء التي يتمناها الناس في العام الجديد، بينما ينشغل الأطفال بشراء الأقنعة والبالونات والطواقي والمفرقعات تحضيراً للعيد، وينتظرون الهدايا التي يحضرها لهم "بابا نويل" في منتصف الليل، ومن العادات الجميلة اجتماع الأهل في منزل كبير العائلة للمعايدة عليه».

وفي لقاء مع "بشرى عيسى" حدثتنا عن الطقوس المميزة للعيد بالقول: «يعد عيد "رأس السنة الميلادية" من الأعياد التي أصبحت عادة يمارس طقوسها المجتمع السوري بكافة أطيافه مرة واحدة كل عام، فهو فرصة لتستعيد العائلة فيه لمتها ومحبتها، وخصوصاً أنه يصادف آخر يوم في السنة، الذي تكون صبيحته بداية عام جديد ومشرق، حيث يتم الاحتفال به لتوديع العام الذي مضى بخيره وشره، وذلك بإقامة الحفلات الغنائية والراقصة، وتحضير العديد من الأطباق المتنوعة من المأكولات، كـ"الفتوش، والتبولة، والمشاوي" التي تعد أساسية في مائدة رأس السنة، وغيرها من المأكولات، أضف إلى أن إطلاق الألعاب النارية أصبحت طقساً مهماً يمارسه معظم السوريين في منتصف الليل للتعبير عن فرحهم بقدوم العام الجديد».

مظاهر احتفالية برأس السنة

وعن أهمية عيد الميلاد، حدثنا الخوري "يوحنا اللاطي" بالقول: «يعدّ "عيد الميلاد" من المناسبات التي لها مدلول تاريخي وديني بالنسبة لنا كطائفة مسيحية؛ لكونها تمثل ذكرى ميلاد "يسوع المسيح"، وذلك بدءاً من ليلة 24 حتى نهار 25 كانون الأول في التقويم "الغريغوري" أو الغربي، وغدت الكنائس التي تتبع التقويم "اليولياني" أو الشرقي، تقيم العيد في ليلة 6 حتى نهار 7 كانون الثاني، حيث باتت تقيم عيد الميلاد مع "عيد الغطاس" في 6 كانون الثاني، وأصبحت الأعياد المسيحية تعاد مرتين كل عام، مرة عند الكنائس الغربية، وأخرى عند الكنائس الشرقية، وبهذا أصبح الفرق بين التقويمين 13 يوماً. أضف إلى أنه لا تعدّ الطوائف المسيحية الاحتفال تاريخاً واقعياً لذكرى ميلاد "المسيح"، بل استذكار قدومه إلى العالم وما حمل ذلك من معانٍ روحية، ويقام قداس الميلاد الذي تقيمه جميع الكنائس للاحتفال بعيد الميلاد، ويترافق معه تزيين المنازل والكنائس والشوارع والأماكن العامة بزينة خاصة تعتمد اللونين الأخضر والأحمر باعتبارهما اللونين التقليديين للإشارة إلى عيد الميلاد؛ فاللون الأخضر يرمز إلى الحياة الأبدية التي تجسدت بالشجرة التي ترمز إلى قدوم السيد "المسيح" إلى الأرض، في حين أن اللون الأحمر يرمز إلى دم "المسيح"، ولا بد من وجود مغارة مرافقة للشجرة، وتعدّ تقليداً مهماً لعيد الميلاد».

مغارة الميلاد