شعارها رسم البسمة على وجوه زبائنها؛ لذا اختارت أن تزين قطع الحلوى بطرائق فريدة تناسب رغبة الزبون، وكان لإدراكها ضرورة أن تجد لنفسها فرصة عمل تختارها بإرادتها قوةٌ كبيرةٌ في خلق فارق في نوعية وجودة إنتاجها.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 16 تشرين الثاني 2017، مع "عبير عثمان" لتحدثنا عن بدايات شغفها بصناعة الحلويات، فقالت: «الصعوبة دائماً تكمن في البدايات؛ لذلك علينا أن نترك الإحباط جانباً، ونبدأ العمل الجاد والمستمر من أجل تحقيق أهدافنا، وعليه نحتاج إلى عناصر مهمة جداً لضمان النجاح وبلوغ الهدف، كالاستمرارية والإصرار. لم أكن أتصور في يوم من الأيام أن شغفي بالطبخ وصناعة الحلويات سيكون الدافع لوضع مشروع أولي خاص بصناعة الحلويات، خصوصاً أن معارضة والدي للفكرة ودفعه لي إلى البحث عن وظيفة مريحة خلف مكتب -كما يقال- كانت كبيرة جداً، فالنظرة الأولية إلى العمل في المطبخ أنه يحتاج إلى جهد عضلي ونفسي كبير؛ لذا تجد أن معظم الطباخين العالمين ورواد صناعة الحلويات في العالم من الذكور، لكن رغبتي بدخول المجال عبر سلسلة من الدروس دفعتني إلى التعلم عبر الانتساب إلى أحد المعاهد في "دمشق"، فتدربت فيه لمدة ثلاثة أشهر، وبدأت بعدها صناعة بعض الحلويات لأصدقائي، وكانت حينئذٍ عبارة عن بعض (البتيفور والتارت)، وبدأت بعدها تطوير عملي والتسويق لنفسي عبر الأصدقاء والمعارف، ومع أنني لم أصل حتى اليوم إلى غايتي بافتتاح فرع عمل خاصاً بي؛ فمازلت أعمل ضمن منزلي، إلا أنني راضية عن عملي من حيث القضاء على وقت الفراغ الكبير والعمل بكثير من الحب والرغبة بالتطوير، وهو الدافع لأي نجاح مهما كبر. أما مسألة الربح والإنتاج الوفير، فتأتي تباعاً، وتبقى قدرة الطباخ على التزيين والتنسيق، إضافة إلى الطعم المميز هي الركن الأولي في هذا المجال».

مواقع التواصل كانت الطريقة لتسويق نفسي وعرض أعمالي، حيث أقوم بنشر معظم الصور والأعمال على صفحة مخصصة. أما الشبكة العنكبوتية، فهي مفتاح معرفي وبوابة خدمة كبيرة لمن يرغب، حيث بإمكان أي شخص أن يتعلم كيفية صناعة الحلويات وطرائق التزيين وغيرها من دون تكلفة؛ لذا أعدّ الإنترنت قيمة تعليمية للمطورين لعملهم مهما صغر حجمه. وقد شاركت في عدة بازارات، أبرزها بازار الربيع في فندق "البلوتور"

أما عن المواد التي تستخدمها في عملها، فقالت: «يعتقد بعضهم أن الخامات الأساسية في صناعة الحلوى، كـ(الدقيق، والبيض، واللبن، والحليب، والسكر، والخميرة، والمواد الدهنية، والجيلاتين، والكاكاو، والشوكولا، والفانيليا، وماء الورد، والمكسرات) هي حاجة أي عامل دون النظر إلى باقي المواد، حيث يحتاج الطباخ إلى عدد من الصواني والطبقات ومواد التنشيف وعجينة السكر ومادة cmc للمجسمات، وبعض القطع الخاصة بالزينة، إضافة إلى النظرة الفنية التي تحدد التشكيل، وهو حجر الزاوية الأساسي في أي عمل مطبخي. وكما يقال الطبخ ذوق وفن، والمنافسة اليوم كبيرة جداً، وباتت متطلبات الزبائن مختلفة ومتنوعة ويصعب تخمينها، ويجب أن أكون مستعدة لأي طلب بأي شكل، فاختيارات الزبون وإرضاؤه هدفي، ومناقشاتنا الطويلة هي التي تحدد سير عملي، فأحياناً يكون لدى الزبون فكرة أن يكون موضوع الحفلة كرة القدم أو سندريلا أو تذكار للولادات الجديدة، فأسعى ليكون كل شيء متكاملاً وملوناً، من قالب الحلوى الكبير وحتى قطع البسكويت الصغيرة، وأستخدم للزينة بعض الخيش والشيفون، كما أستخدم بعض المواد للعرض، حيث أقوم بشرائها من الأسواق، فشكل الديكور جزء أساسي من رغبتي بتطوير عملي وخلق اسماً كبيراً لي في هذا المجال».

نموذج من أحد المعارض

أما عن استخدامها مواقع التواصل الاجتماعي، فقالت: «مواقع التواصل كانت الطريقة لتسويق نفسي وعرض أعمالي، حيث أقوم بنشر معظم الصور والأعمال على صفحة مخصصة. أما الشبكة العنكبوتية، فهي مفتاح معرفي وبوابة خدمة كبيرة لمن يرغب، حيث بإمكان أي شخص أن يتعلم كيفية صناعة الحلويات وطرائق التزيين وغيرها من دون تكلفة؛ لذا أعدّ الإنترنت قيمة تعليمية للمطورين لعملهم مهما صغر حجمه.

وقد شاركت في عدة بازارات، أبرزها بازار الربيع في فندق "البلوتور"».

نموذج للحلويات

"أمل البلدي" مديرة إحدى الروضات الخاصة في "ضاحية قدسيا"، تحدثت عن تجربة "عبير" ومعرفتها بها، فقالت: «أكثر ما يعجبني اعتبار عملها نوعاً من التسلية على الرغم من حرفيته ودقته، كما تمتاز بالقدرة على تحمل الضغط الكبير والرغبة بإظهار قدرتها على الاختلاف في تزيين قطع الحلويات التي تعرضها. ومع أنها لا تزال في بداية الطريق بالمعنى الحرفي، إلا أن مهاراتها وأسلوبها واعتمادها على إرضاء الزبائن سيحقق لها النجاح عبر خطوات واسعة ومدروسة، وهي تتقبل النقد، وتمتاز بسعة الأفق، وحلوياتها مميزة ولذيذة».

الجدير بالذكر، أن "عبير عثمان" من مواليد "دمشق" عام 1980، تحمل شهادة محاسبة وإجازة في الترجمة من جامعة "دمشق"، قسم التعليم المفتوح.

بعض الأدوات التي تستخدم في تزيين الحلويات