بمجهود كبير، وإيمان حقيقي بأن الأطفال هم المستقبل، سخّرت الدكتورة وسفيرة النوايا الحسنة للطفولة "راما زريق" كل إمكانياتها المادية والمعنوية لدعم المبادرات الإنسانية، لتكون واحدة من الأيادي البيضاء الممدوة، والمشاركة في إعادة بناء الإنسان، ودعم الطفولة في الأزمة.

مدونة وطن "eSyria" زارت الدكتورة "راما زريق" في مكتبها بتاريخ 27 أيلول 2017، للحديث عن مشاريعها، فقالت: «حصلت على لقب سفيرة نوايا حسنة للطفولة من قبل "الاتحاد البرلماني الدولي متعدد الأغراض" في 25 أيار 2015، وفي العام نفسه بدأت العمل على مشروع خاص يستهدف 500 طفل، يتعلق بتسربهم من المدارس، وتجري مناقشة من أجل التعاون مع جمعية "قرى الأطفال"، والجهات المعنية من وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل، والتربية لمتابعته، وشمل حتى اليوم 200 طفل من المستهدفين، وهو مشروع طويل الأمد يحتاج إلى عامين قادمين على الأقل لإتمامه، واخترت منطقة "جرمانا"؛ لأنها تحتوي أكبر عدد من الأطفال الوافدين من مناطق متضررة، حيث يتم التشبيك مع جهات متعددة رسمية وأهلية، لتأمين نجاح العمل على الأرض؛ إذ أحتاج إلى بنية محلية وكوادر قادرة على فهم البيئة والتعامل مع الصعوبات الموجودة فيها، مثل قلة الوعي في البيئة الحاضنة للطفل، فعلى سبيل المثال بعض الأهالي يعدون بإرسال أولادهم إلى المدارس، ثم يمتنعون عن ذلك؛ وهو ما يضطرنا إلى متابعتهم عبر عدد من المتطوعين».

قامت الدكتورة بالكثير بما يخص الأطفال في "سورية"، من خلال رعاية أكثر من مبادرة في هذا المجال، والتشبيك مع الجمعيات والجهات المختصة لهذا الغرض، وخلال هذا العام كانت لها مشاركة مع "جمعية قرى الأطفال" بالعديد من الأنشطة والمبادرات

وعن تقديم الدعم المجتمعي، تقول: «أحرص دوماً على رعاية الفرق التطوعية من خلال تقديم الدعم للمبادرات المجتمعية، ومنها مبادرة "عيدنا أحلى" مع فريق "عمرها" التطوعي في مستشفى "الأطفال"، و"ابتسامتي" مع تجمع "سورية الأم"، ونشاط المسرح والتمثيل التفاعلي لفريق "إنجاز" في عدة أنشطة منها رعاية وتمويل وحضور عرض "ميلاد السلام" المسرحي في كنيسة "الصليب" بتاريخ 23 كانون الأول 2016، إضافة إلى زيارات أخرى قمت بها لعدد من مراكز الإيواء ودور الأيتام، ومنها: "المبرة"، "قرى الأطفال"، و"دار الأمان"، حيث نحاول التخفيف من آثار الحرب النفسية للحرب بتوزيع الهدايا وإقامة الأنشطة الترفيهية وغيرها، ويتوسع عملنا الحالي ليشمل محافظات أخرى منها: "حلب"، و"حمص"، التي لمست فيها حالات بين الأطفال بحاجة إلى وقت وعناية طويلة لإعادة دمجها في المجتمع، ولتغيير التفكير السلبي الذي اكتسبته خلال سنوات الحرب، إضافة إلى مشكلات التشرد والفقر، والتسرب من التعليم، والحرمان التي طالت الأطفال بسبب الحرب، نحاول تقديم الدعم الصحي للأطفال، وخاصة المتضررون من القذائف، وهم بحاجة إلى إجراء عمليات جراحية من خلال إيجاد مراكز صحية في جميع المناطق السورية».

دكتوراه فخرية خاصة بالطفولة

وعن كيفية إيصال صورة حقيقية عن الطفل السوري إلى الخارج، تقول: «أحاول من خلال علاقاتي مع جهات خارجية كسفيرة نوايا حسنة للطفولة أن أوصل معاناة أطفال "سورية" الحاصلة جراء الحرب، من خلال إطلاع المعنيين في الخارج على حقيقة الأمور، عبر عرض حالات لمئات الأطفال المتضررين على أرض الواقع، حيث تشير الإحصائيات إلى ستة ملايين طفل في جميع أنحاء "سورية" بحاجة إلى دعم في كافة الجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية والتعليمية، وغيرها، وهذه النسبة إلى تزايد، ولا أقول إننا نستطيع أن ندعم هذا العدد الكبير، لكن يمكننا المساعدة بالحد الأدنى، لأن أهدافنا طويلة الأمد، ونركز على الدعم المستدام، فالأطفال هم مستقبل "سورية" وأملها، ونحاول إيصال رسائل هادفة إليهم عبر فيديوهات قصيرة خاصة، سيتم عرضها على شاشات التلفزيون لتصل إلى أكبر عدد ممكن، كجزء من الدعم النفسي للطفل، وتتمحور حول الصراع بين الخير والشر، وضرورة انتصار الخير في النهاية، بهدف بث الأمل في نفوسهم، ومن جهة أخرى، نعمل على توسيع آلية المشروع بتأمين فرص كسب الرزق للأهالي في إطار الدعم النفسي والمادي لهم».

وعن دعمها للإعلامية "ريما خربيط" المشتركة في برنامج "الملكة"، تقول: «وجدت أن مشروعها يتناسب مع أهدافي الخاصة بالأطفال، واخترت دعمها لتمثّل "سورية" في هذا البرنامج، وهي كإعلامية نشيطة ومرنة، وقادرة على العمل من أجل الأطفال على أرض الواقع، وفي حال ربحت جائزة البرنامج، ستتمكن من القيام بمشاريع أكبر في هذا المجال».

تكريمها كراعية لحفل نجوم "درامانا"

بدوره "محمد الحموي" المسؤول الإعلامي لسفيرة النوايا الحسنة للطفولة الدكتورة "راما زريق"، يقول: «قامت الدكتورة بالكثير بما يخص الأطفال في "سورية"، من خلال رعاية أكثر من مبادرة في هذا المجال، والتشبيك مع الجمعيات والجهات المختصة لهذا الغرض، وخلال هذا العام كانت لها مشاركة مع "جمعية قرى الأطفال" بالعديد من الأنشطة والمبادرات».

الجدير بالذكر، أن الدكتورة "راما زريق" من مواليد "دمشق" عام 1980، حاصلة على ماجستير ودكتوراه في "إدارة أعمال" من جامعة "دوفين" في "فرنسا"، إضافة إلى دكتوراه فخرية خاصة بالطفولة من جامعة "لوغاس" الأميركية. تمّ تكريمها من قبل عدة جهات، منها: "مؤسسة المعروف الخيرية"، فريق "عمرها" التطوعي، تكريم من "نجوم درامانا" لعام 2017 كراعية رسمية لشهداء الإعلام، إضافة إلى عدة شهادات تقدير لجهودها المبذولة في مجال دعم الطفولة.

شهادة تقدير وشكر