بموهبة فنية، وقدرة على توظيف ريشتها لتحقيق أهداف نبيلة، تمكّنت الفنانة "سلام الأحمد" من صياغة أسلوبها الفني الخاص لترسم من خلاله بسمة أمل تتحدى آلام الحرب.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 23 أيلول 2017، وعن بداياتها تقول: «موهبتي بالرسم بدأت منذ الطفولة، كنت من عشاق رسم الشخصيات الكرتونية، وفي عام 2015 بعد تخرجي في الجامعة، قسم الترجمة لغة إنكليزية، أصبح لدي الوقت الكافي لأعود إلى ممارسة هوايتي بعد انقطاع دام عشر سنوات؛ إذ وصلتني دعوة من أحد الفنانين التشكيليين للمشاركة بمعرض لأعمال الشباب قدمت فيه أول تجربة بالألوان الزيتية، ثم تعرفت إلى عدد من الفنانين، وانضممت إلى تجمع "فناني فلسطين"، وخضت عدداً من ورشات الرسم، تعلمت من خلالها استخدام الألوان الزيتية ودمجها، كما شاركت بواحد وثلاثين معرضاً حتى اليوم، منها: "عشتار"، "غبار"، "يوني آرت2"، وغيرها عام 2015، ومعرض "يوم الأرض الفلسطيني"، و"سورية الجمال"، و"الربيع السنوي"، وغيرها عام 2016، ومعرض "سورية بتجمعنا"، و"على طريق القدس"، و"يوم الأسير الفلسطيني"، و"سلام من صنع الشباب"، وغيرها عام 2017».

كنت من مؤسسي مشروع "مدى" الثقافي مع عدة أشخاص، وهو يعتمد ثقافة التشاركية، والتأكيد على الهوية السورية، وتفعيل دور الثقافة، ودمجها بالمجتمع عبر الاستعانة بالطاقات السورية الشابة في مجالات: الفن، المسرح، الشعر، والفعاليات السياحية، وغيرها. ويلعب العمل التطوعي دوراً كبيراً في الأزمة بوجه عام؛ إذ يبث روح المحبة والإخاء بين أفراد الفريق والفئات التي يتعامل معها؛ وهو ما يزيد القدرة على تحمل المسؤولية. وكمتطوعة في فريق "سلام"، وجمعية "ساعد"، و"مدى" أحاول التخفيف من معاناة كثيرين من الأشخاص من النواحي الثقافية والنفسية والمادية

وعن مزجها الفن مع العمل التطوعي، تقول: «كنت من مؤسسي مشروع "مدى" الثقافي مع عدة أشخاص، وهو يعتمد ثقافة التشاركية، والتأكيد على الهوية السورية، وتفعيل دور الثقافة، ودمجها بالمجتمع عبر الاستعانة بالطاقات السورية الشابة في مجالات: الفن، المسرح، الشعر، والفعاليات السياحية، وغيرها. ويلعب العمل التطوعي دوراً كبيراً في الأزمة بوجه عام؛ إذ يبث روح المحبة والإخاء بين أفراد الفريق والفئات التي يتعامل معها؛ وهو ما يزيد القدرة على تحمل المسؤولية. وكمتطوعة في فريق "سلام"، وجمعية "ساعد"، و"مدى" أحاول التخفيف من معاناة كثيرين من الأشخاص من النواحي الثقافية والنفسية والمادية».

مشاركتها في رسم جدارية

وعن تحدي الحرب بالأمل، تضيف قائلة: «ساهمت مع فريق "سلام التنموي" برسم جدارية "على طريق السلام" في كلية الطب، وجدارية "السلام" في منطقة "المزة"، ومع فريق "مدى" الثقافي شاركت برسم جدارية "وطن، شرف، إخلاص" على "طريق المطار"، وتطوعت في مبادرة "بسمة أمل" لرسم وجه مبتسم على آثار قذائف الهاون، وأردت أن أنشرها على الشوارع التي كان يسكنها الموت، لأوصل رسالة بأن الشباب السوريين على الرغم من كل الصعوبات التي يمرون بها خلال الحرب قادرون على خلق ابتسامة من الموت، وأظنّ أن دور الفن التشكيلي في الأزمة مهم جداً؛ فكثيرون من الفنانين تحدوا الحرب، ودافعوا عن بلدهم من خلال الريشة واللوحة والألوان، وأطمح أن أوصل اسم بلدي "سورية" إلى أبعد مكان في العالم، وأسير بخطى ثابتة لتحقيق هذا الهدف، من خلال مشاركاتي المستمرة بمعارض داخل "سورية" وخارجها، واقتناء لوحاتي من قبل الرواد والمهتمين بالفن التشكيلي».

الفنان التشكيلي "معتز العمري"، يقول عنها: «فنانة شابة واعدة، كنت من المتابعين لمرحلة التطور الفني لديها، حبها للفن والرسم، جعلها تتخطى العديد من العقبات، وتتحدى نفسها، لتخرج بأسلوب فني ميزها وأعطاها خصوصية، تتناول في أعمالها البورتريه، الذي يحمل الوجه الأنثوي لتعبر عن حالات الأنثى الحالمة الرقيقة التي نراها أحياناً حزينة، وأخرى فرحة تملؤها الحيرة، مستخدمة في تلوين مساحتها قطعاً لونية متناغمة تفصل بينها خطوط سوداء ناعمة لتعبر فيها عن تلك الحالة التي تعيشها، أعمالها تحمل بعداً إنسانياً جميلاً وتناغماً لونياً، ومحاولة دائمة للتجديد والبحث، واكتشاف عوالم أخرى وشخصيات خاصة بها».

مع إحدى لوحاتها

الجدير بالذكر، أن "سلام الأحمد" من مواليد "دمشق" عام 1987، حاصلة على عدة شهادات شكر وتقدير من قبل جهات متعددة؛ لمشاركتها في الكثير من المعارض والفعاليات الفنية.

تكريمها للمشاركة في معرض "سلام من صنع الشباب"