بإصرار كبير، وقدرة على تطوير الذات، استطاع مصمّم الشخصيات الكرتونية "زياد الخليلي" أن يخلق لنفسه شخصية فنية خاصة، قادرة على الدخول إلى عالم الأطفال، ومساعدتهم على التعبير عن أفكارهم من خلال الرسم الكرتوني.

مدونة وطن "eSyria" التقته بتاريخ 24 آب 2017، وعن موهبته يقول: «اكتشفت موهبتي في الرسم في الثانية عشرة من العمر، وحاولت تطويرها بالتدريب، ومشاهدة فيديوهات تعليمية، والإصغاء إلى النقد، وخاصة من والدي الذي كان دائماً يوجهه لي وكأنني شخص كبير وليس طفلاً، وبرزت قدراتي الفنية عندما نفذت أول حلقة كرتونية في السادسة عشرة من العمر، حيث رسمت فيها مئة وخمس عشرة لوحة لكي أستطيع تحريكها، وكان ذلك سبباً جعل أقاربي وأصدقائي يؤمنون بمهاراتي ويدعمونني، وبرأيي أهم الأشياء التي على رسام الشخصيات الكرتونية امتلاكها هي: مهارة الرسم، والخيال الواسع الذي يستطيع من خلاله نسج القصص والشخصيات المميزة، وقوة التركيز التي تدفعه إلى ملاحظة أدق التفاصيل ليتمكّن من رسمها، وألاحظ كمدرب رسم للصغار والكبار، أن الصغار لديهم خيال أوسع بكثير، لا يوقفه المنطق، بينما الكبار لديهم ضوابط تمنعهم في أغلب الأوقات من أن يطلقوا العنان لمخيلتهم لابتكار شخصيات كرتونية، وبرأيي تعليم الرسم والكتابة متشابهان، فعندما يتعلم الطفل منذ الصغر يتمكن منهما بقوة وسهولة أكبر».

شارك "عبد الرحمن" بدورة لتعليم رسم الشخصيات الكرتونية مع المدرّب "زياد"، وهو يحب الرسم كثيراً، وأصبح يستخدم الألوان بطريقة معبرة أكثر بفضل أسلوبه الجذاب والمشجع، الذي يحفز الطفل على التعبير عن مشاعره وأفكاره من خلال الرسم الكرتوني، ويستعد حالياً لتكرار التجربة معه، وأتمنى أن يصبح مثله مستقبلاً

وعن مراحل رسم الشخصية الكرتونية وأهمية الرسم للطفل، يقول: «نبدأ بالدراسة النفسية للشخصية، واختيار معالمها، ثم رسم مجموعة دراسات للشخصية للوصول إلى أكثر من خيار، وتحديد تطورها النهائي، مع إضافة ألوان مناسبة لنفسية الشخصية، وأخيراً رسمها بعدة حركات، وتعبيرات نفسية، وأظنّ أن أغلب الأطفال لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم وعواطفهم بالكلمات؛ فيلجؤون إلى استخدام الألوان والرسومات، وعندما تكون رسوماتهم داكنة فيها الكثير من السواد، تدل على خوف الطفل، أما عندما يستخدم الألوان الزاهية، فيعبر عن سعادته، وحبه للحياة، والرسم يساعد الطفل على التطلع نحو المستقبل بطريقة خالية من العقبات، لا توجد فيها ممنوعات، فيرسم الطفل نفسه وهو كبير، وقد حقق حلمه بالعمل في مجال معين، ومن الشخصيات الكرتونية التي أفخر بتصميمها: "فلفول"، "مودا"، "مودي"، التي تعرض على قناة "space toon"، وشخصيتي "هرهور"، و"زينو" في سلسلة "puppets" لتعديل سلوك الأطفال، ومجموعة أعمال كرتونية أخرى مع شركات ومنظمات أخرى، وأطمح إلى بناء عمل كرتوني كبير يكون محتواه نقياً من كل آفات المجتمع، يربط الطفل بالقيم النفسية والاجتماعية التي تجعله قائد زمانه ومكانه».

أثناء تعليم الأطفال الرسم الكرتوني

والدة الطفل "عبد الرحمن الصباغ" تتحدث عن استفادة ابنها من خبرته قائلة: «شارك "عبد الرحمن" بدورة لتعليم رسم الشخصيات الكرتونية مع المدرّب "زياد"، وهو يحب الرسم كثيراً، وأصبح يستخدم الألوان بطريقة معبرة أكثر بفضل أسلوبه الجذاب والمشجع، الذي يحفز الطفل على التعبير عن مشاعره وأفكاره من خلال الرسم الكرتوني، ويستعد حالياً لتكرار التجربة معه، وأتمنى أن يصبح مثله مستقبلاً».

بدورها "بنان عيد" شريك مؤسس في برنامج موجه للأطفال، تقول عن تعاونها معه: «بدأنا العمل مع "زياد" في نشاطات جمعية "حقوق الطفل" بمراكز الإيواء، ثم إنتاج قصص قصيرة للأطفال، وبعد ذلك تعاونا لبناء مشروع فني بمحتوى نفسي نستخدم فيه خبراتنا وموهبتنا لتقديم محتوى أفضل للأطفال، وهو يتميز بموهبة فنية جميلة وقدرة على تحفيز الأطفال وتشجيعهم على الإبداع، ويستطيع اكتشاف الموهوب منهم من الجلسة التدريبية الأولى، واستطاع بناء علاقة جيدة معهم، ويميزه الإصرار والتحدي، وتطوير الذات، وحب المغامرة، ومنذ صغره أراد أن يصبح رساماً للشخصيات الكرتونية، وحقق حلمه اليوم، على الرغم من سخرية بعضهم من موهبته، واعتراضهم على عمله في أحيان أخرى، لكن حلمه لم يتوقف، ليصبح لديه اليوم شركة متخصصة في صناعة الرسوم المتحركة».

رسم كرتوني

الجدير بالذكر، أن "زياد الخليلي" من مواليد "دمشق"، عام 1994، طالب سنة ثالثة في كلية الفنون الجميلة، قسم الاتصالات البصرية، التحق بدورات تدريبية متعددة في التعامل مع الأطفال، والعلاج النفسي عن طريق اللعب. يعمل حالياً مصمّم شخصيات كرتونية في شركة "space toon"، ومدير فني في شركة "غدي" للإنتاج الفني.

مع الأطفال