اجتمعت الكلمة المميّزة مع الموسيقا الهادفة لتكون أغنيتها الأولى محاكاة لواقع الناس ومعاناتهم في ظروف العيد مع غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، بنوع من السخرية الهادفة لتخفيف الأعباء.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 4 تموز 2017، مع الفنان "معتز النابلسي"، ليحدثنا عن بدايات رحلته في عالم الموسيقا، فقال: «تمثّل فرقة "آتار" حجر الزاوية لفرقتنا، وهي عبارة عن أربعين فناناً بين كورال ومطربين وعازفين، ونحن فرقة "طرابيش" جزء منها؛ عشرة أفراد مكوّنين من: (مطرب فردي، وخمسة كورال، وعازف عود، وعازف رق، وكونتر باص، وعازف كمان)، وقد بدأنا تدريباتنا منذ بداية الشهر الخامس العام الجاري، ويتكون جوهر فرقتنا من نظرتنا إلى واقع المجتمع السوري، ورغبتنا بمشروع يخدم البلد بطريقتنا وقدراتنا ووعينا. إن الأغنية التي نقدمها أو نطرحها تمثّل بصيص ضوء لمقاومة الظروف الصعبة بالفكاهة والسخرية».

يحتوي الفن الساخر "توليفة" من النقد والهجاء والتلميح والتهكم والدعابة، وذلك بقصد محاولة تعرية الثغرات والسلبيات وما فيها من قصور أو نقص، وهذا يعني أن الفن الساخر يهدف إلى تصحيح وجهات النظر الأخلاقية والجمالية لتحطيم مظاهر الخلل في المجتمع عموماً

أما عن ماهية الفرقة، فقد قال: «هي جهد فردي تطوعي لجميع أعضائها والمشاركين، ونسعى لتكون هناك أغنية كل شهر، وقد كان اختيار اسم الفرقة و"الستايل" الخاص بنا تحدّياً من نوع خاص، حيث يجب أن يُعطي الانطباع الأولي للمظهر العام للفرقة، ويبرز للجمهور توجهها الرئيس ورغبتنا بخلق جو من العفوية والراحة، ونرغب بأن يكون هناك تمويل جاد يطرح رؤيتنا الفنية ورغبتنا بملامسة الواقع الراهن بطريقة محببة، وقد تلقينا بعض العروض من شركات إنتاج وأصحاب مشاريع اقتصادية، وما زلنا في طور دراستها حتى الآن».

معتز النابلسي

أما عن اختيار مواضيع الأغاني، فقال: «تُمثّل الكلمة عمود الأساس في أي عمل فني؛ فهي تعطي واجهة الأغنية، ثم يأتي دور التلحين والصوت وغيرهما، وقد مثّل التعاون بيني وبين الشاعر "موفق عماد الدين" ورغبتنا بإنشاء فرقة مختلفة ومميزة منبر القوة لتحقيق هدفنا، وقد أخذت أنا الجانب الفني، وكان لدي وجهة نظر في كل شيء من التصوير والتوزيع والحركات التعبيرية والتخيل والإيماء، وفرقة "طرابيش" من وجهة نظري تعدّ طموحاً للتغيير نحو الأفضل وتقديم عمل يخدم الوطن، حيث يمكن أن يحارب الإنسان بعدة طرائق؛ من الموظف المواظب على عمله، إلى الإعلامي المقاوم خلف منبره، إلى الجندي الذي يحتضن بندقيته، وهناك الكثيرون ممن بقيوا ليعلنوا صمودهم في وجه مشقة الحرب والوضع المتردي الذي وصلنا إليه، وفرقة "طرابيش" هي واجهة لأفراد يسعون إلى نقد الوضع بطريقة ثقافية ضمن إطار عفوي، ويناسب جميع شرائح المجتمع، وبالنسبة للقادم من أعمال الفرقة، فسيكون أكثر جرأة وأعمق، ويلامس نواحي مفصلية في المجتمع بأسلوب طريف ومنوع».

كما تواصلت مدونة وطن مع الشاعر "موفق عماد الدين"، الذي قال: «الفرقة عبارة عن رحلة استثنائية في عوالم الموسيقا العربية تجتمع مع سحر وألق الموسيقا الشرقية، وقد قامت فرقة "آتار" بإطلاق مشروع "طرابيش style" أول أيام عيد الفطر الماضي، عبر أغنية بعنوان: (على شو)؛ وهي أغنية ناقدة ساخرة من الأوضاع الاجتماعية الراهنة المرافقة لأيام العيد، شارك في الغناء المنفرد المغني "عيد نخلة" عضو "جوقة الفرح" الدمشقية عشر سنوات، وضع ما تعلّمه خلالها من غناء جماعي في خدمة العمل المنفرد بأسلوب غنائي استعراضي، وقد طرحت الفرقة في 30 تموز أغنيتها الثانية بعنوان: "شو يعني إنك علتان؟"».

موفق عماد الدين

أما عن أهمية هذا الفن في ظلّ الظروف الراهنة، فقد قال: «يحتوي الفن الساخر "توليفة" من النقد والهجاء والتلميح والتهكم والدعابة، وذلك بقصد محاولة تعرية الثغرات والسلبيات وما فيها من قصور أو نقص، وهذا يعني أن الفن الساخر يهدف إلى تصحيح وجهات النظر الأخلاقية والجمالية لتحطيم مظاهر الخلل في المجتمع عموماً».

الجدير بالذكر، أن "طرابيش Style" مشروع سوري يهدف إلى إحياء فن الغناء الساخر في "سورية".

من أجواء الفرقة