لطالما استطاعت السينما السورية أن تثبت جدارتها في مختلف المحطات التي وجدت فيها، ويأتي اليوم الفيلم الروائي القصير "على سطح دمشق" من خلال حصوله على جائزة المهرجان الدولي للفيلم القصير في "نواكشوط"، ليثبت أن صورة السينما السورية بصدقها قادرة على ترك بصماتها الإبداعية أينما حلّت.

كاتب الفيلم "سامر محمد إسماعيل" قال: «هو فيلم يحاكي يوميات تخطها الحرب في مواجهة حب فقير وخائف ومذعور، حبّ يبحث عن رغيف فرح بين شاشة السينما وأرصفة المدينة».

هو فيلم يحاكي يوميات تخطها الحرب في مواجهة حب فقير وخائف ومذعور، حبّ يبحث عن رغيف فرح بين شاشة السينما وأرصفة المدينة

وتابع الكاتب "إسماعيل": «هكذا كانت الفكرة التي تمحور حولها الفيلم الروائي القصير الذي كتبته وحققه المخرج "المهند كلثوم" في ثاني تعاون بيننا بعد فيلم "توتّر عالي" إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وكان بمنزلة نبش للشخصية السورية التي دخلت في دوخة الحرب، معلنةً نزوعها للحياة كثقافة للعيش.

الكاتب سامر محمد اسماعيل

وقد جاءت الجائزة تكريماً لكل السينما السورية التي وقفت في وجه ثقافة الموت محققة العديد من الأشرطة الاستثنائية على صعيد الرؤية الإخراجية والنصوص واللغة السينمائية العالية، فعلى الرغم من الحصار المفروض على السينما السورية، استطاعت أن تكسر هذا الحصار ناقلةً عمق الحضارة الإنسانية في "سورية" منذ آلاف السنين».

بدوره مخرج الفيلم "المهند كلثوم" قال: «تتميز السينما بكونها وجهاً راقياً من أوجه الثقافة، وتأتي مثل هذه النجاحات لتساهم في تعزيز هذه الثقافة وتمتين مبادئها في الأوساط المجتمعية، واللافت أن السينما السورية ما زالت حية تنبض بالتجدد والتميز على الرغم من محاولات الحرب الفاشلة في القضاء على ألقها، فهي بوابتنا التي تمكّنا من خلالها من إيصال فكرة صادقة عن آمالنا وآلامنا، وهذه المشاركة كانت الأولى في المهرجانات الدولية، والجوائز التي نحصل عليها في مثل هذه المهرجانات هي رسالة تشجيعية لصناع السينما للاستمرار والمثابرة على طريق النجاح، وتبقى الجائزة الحقيقية هي تلك التي ننالها حين نلمس رضا الجمهور المتابع عما يشاهده عبر نافذتنا السينمائية».

يذكر أن فيلم "على سطح دمشق" تم تصويره في العديد من أحياء "دمشق"، كما شارك في بطولته عدد من الممثلين والإعلاميين السوريين.