الواقع السيّئ للأطفال المشرّدين الذين وجدوا الشارع ملجأ لهم والتسول مهنة العيش الوحيدة، دفع فريق "سيار" التطوعي إلى العمل لبناء قدرات الأطفال وتحفيزهم وتأهيلهم ليكونوا عناصر منتجة في المجتمع، فكانت فكرة معرض "أبناء الشمس".

حضرت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 12 تموز 2017، معرض "أبناء الشمس"، الذي أقيم في المركز الثقافي في "أبو رمانة"، والتقت "سامية النحاس" من مؤسسي فريق "سيار"، التي بدأت حديثها بالقول: «نقيم باستمرار جلسات تواصل مع الأطفال، نقوم خلالها بنشاطات مختلفة من رسم وأشغال يدوية، وغيرها، وحين وجدنا أن هؤلاء الأطفال قادرون على تقديم أشياء مميزة، بدأت فكرة إقامة معرض لما يصنعه هؤلاء الأطفال، ثم عرض المنتجات للبيع، فالغاية الأساسية للمعرض هي تقديم الأطفال للمجتمع كأطفال مبدعين ومنتجين وليسوا متسولين، فهم قادرون على إنتاج ولو شيء بسيط».

شاركت في معرض الرسم، وتعلّمت شيئاً جديداً، كان استخدام الألوان ممتعاً، تدرّبت مع أصدقائي، وكنت سعيداً عندما قام أحد الزوار بشراء لوحة رسمتها

تتابع: «كانت تجربة رائعة للأطفال، مكّنتهم من تعزيز ثقتهم بأنفسهم وبناء نظرة صحيحة للحياة، وكان تجاوبهم كبيراً.

سامية نحاس

بلغ عدد الأطفال نحو 60 طفلاً، جميعهم شاركوا بنشاط الرسم، وتم تدريبهم وإعطاؤهم التوجيهات اللازمة وتعليمهم مفاهيم جديدة، وكان لدينا أيضاً مشرفون متطوعون من كلية الفنون الجميلة، كما تم العمل بمشاركة مبادرة "فضا" في التخطيط والتنفيذ معاً، وكان المعرض برعاية "الهيئة السورية للأسرة والإسكان"، ونتمنى مستقبلاً أن يكون لدينا مركز خاص، فقد لمسنا تغييراً إيجابياً من الأطفال؛ وهذا خلق لدينا دافعاً كبيراً للاستمرار».

من جانبها "ريما ريحاوي" طالبة "هندسة عمارة"، وإحدى المتطوعات قالت: «نظّمنا التدريب، وكنّا نقوم بنشاطات نصنع من خلالها هذه المنتجات على مدى شهرين حتى استطعنا الوصول إلى هذه النتيجة، كما أننا حقّقنا غاية تربوية، وأثبتنا لهم أن التسول ليس الطريقة الصحيحة نحو المستقبل، ولمسنا لدى لأطفال مواهب وقدرات؛ فلماذا لا نعمل عليها».

من الأطفال المشاركين

وأضافت: «نحن طلاب وخريجو فنون جميلة وهندسة عمارة، ومتطوعو فريق "سيار" يعملون بالعلاج عن طريق الفن، كما أن لدينا اختصاصيين نفسيين وخبراء في التعامل مع هذه الفئة من الأطفال؛ اجتمعنا للوصول إلى هذا النتاج، واجهتنا صعوبات بالالتزام لدى الأطفال وصعوبة الفهم خلال النشاط، لكن رغبة الأطفال في التعلّم دفعتنا إلى الاستمرار».

"هاشم المحل" أحد الأطفال المشاركين، قال: «شاركت في معرض الرسم، وتعلّمت شيئاً جديداً، كان استخدام الألوان ممتعاً، تدرّبت مع أصدقائي، وكنت سعيداً عندما قام أحد الزوار بشراء لوحة رسمتها».

هاشم محل

يذكر أن المعرض استمر لمدة يومين 12 - 13 تموز.