حصلت الطالبة السورية "جمانة شحرور" المقيمة في "كندا" على أكبر منحة مالية تقدمها مؤسسة كندية لدراسة "فيزياء الفضاء" كأول فتاة تقتحم هذا النوع المعقّد من العلم في العالم.

فالطالبة المتفوقة التي أثبتت -خلال سنواتها الست في التعليم خارج الوطن- أن المستحيل ليس إلا مصطلح الضعفاء، ولا وجود له في قاموسها، نالت بعد وصولها بستة أشهر فقط المركز الأول في التعبير باللغة الإنكليزية في مدينة "أدمنتون". وأضافت في حديثها لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 21 حزيران 2017، عن تكريمها: «بعد وصولنا إلى "كندا"، التحقت بالمدرسة، فحاولت قدر استطاعتي أن أتقن اللغة بكل تفاصيلها قراءة وكتابة ومحادثة، وكانت لغتي قبل وصولي جيدة؛ وهو ما ساعدني على اجتياز المسابقة التي فزت فيها على مستوى المدينة لفئة التعبير باللغة الإنكليزية، وقد كرمني عمدة المدينة في حفل كبير. ومنذ أيام قليلة كنت ضمن أفضل 25 طالباً على مستوى "كندا" باختصاص العلوم، لأحصل على أعلى منحة دراسية تقدم لطالب وقدرها 80 ألف دولار أميركي من مؤسسة "شوليك كيلور". واخترت دراسة "فيزياء الفضاء" التخصص النسائي النادر في العالم، لكنني أعشقه؛ وهو هوايتي المفضلة منذ سنتين».

لا شك أن السوريين قادرون على فعل المزيد، و"جمانة" استغلت الظروف الصحية للتعليم في "كندا" لتحقق أحلامها، وقد استفادت أيضاً من الجو الأسري الذي وفرته العائلة التي تهتم بالتعليم لتخوض في مجال من الصعوبة أن تجده في مكان آخر

وعن حالة الاختلاف في التعليم بين "سورية" و"كندا"، أضافت: «أنا من مواليد "دمشق" عام 1998، كنت من المتفوقين في بلدي، وكانت حياتي عادية كأي طفلة تمارس هواياتها وتحفظ واجباتها المدرسية، وتتعب لتحقق التميز، لكن في "كندا" كانت الظروف مختلفة والاهتمام أكبر؛ وهو ما يدفع المرء إلى العمل والاجتهاد والمواظبة على عدم هدر الوقت بسلاسة ومن دون ضغوط.

لوحة إعلان المنحة

بعد وصولي إلى هنا اجتهدت كثيراً في تعلم اللغة بطريقة جيدة ومتقنة، وأستغل ذلك في تعليم القادمين من الوطن أصول اللغة، إضافة إلى الرياضيات والفيزياء والترجمة لمساعدة الأطفال على اجتياز المراحل بنجاح، خاصة أولئك الذين تركوا التعليم في الوطن.

كانت هوايتي المفضلة إضافة إلى السباحة مراقبة النجوم والفضاء، وقد باتت هاجسي منذ سنتين، ثم تحولت إلى قرار دراسة الفضاء، ولن يتوقف طموحي عند ذلك».

شهادة التعبير باللغة الإنكليزية

المغترب "عاطف شحرور" والد "جمانة"، قال: «في أوقات الامتحانات يمكن لها أن تدرس 24 ساعة في اليوم حتى تنجز ما عليها، أما في الأوقات العادية، فهي تذهب إلى السينما وتمارس هواياتها المعتادة، وتزور رفاقها الكثر هنا، والأهم أنها متطوعة لخدمة أطفال "سورية" القادمين، خاصة أولئك الذين تركوا التعليم. طموحها ليس له حدود، وأحد أحلامها الذي لا تظنّ أنه صعب أن تكون مديرة وكالة الفضاء "ناسا"، فدراستها وقراءاتها تتركز على علم الفضاء، وأظنّ أن أحلامها قريبة التحقق».

الإعلامية "صونيا العيسمي" قالت عند سماعها خبر فوز "جمانة" بالمنحة ونوع الدراسة التي اختصت بها: «لا شك أن السوريين قادرون على فعل المزيد، و"جمانة" استغلت الظروف الصحية للتعليم في "كندا" لتحقق أحلامها، وقد استفادت أيضاً من الجو الأسري الذي وفرته العائلة التي تهتم بالتعليم لتخوض في مجال من الصعوبة أن تجده في مكان آخر».

في الإعلام الكندي