بأسلوبها المبتكر ودقة تصاميمها، استطاعت "فيروز الفارس" أن تحوّل شغفها وعشقها للفن إلى تحف حقيقية، فأبدعت دمى صغيرة تحمل روح الشرق، ومزجتها بحرفية عالية مع ما اكتسبته من ثقافات متنوعة، لتظهر للناس كأنها روح ناطقة.

فالفن هو المتنفس الذي من خلاله يستطيع الفنان التعبير عن مكنوناته بكل جرأة وصراحة، كما قالت لمدونة وطن "eSyria" عندما تواصلت معها بتاريخ 22 أيار 2017، وتابعت حديثها عن مواهبها المتعددة بالقول: «نشأت وولدت ضمن البيئة الدمشقية التي تحمل في طياتها جماليات الفن التي أضافت إلى موهبتي الشيء الكثير، فمنذ الصغر بدأت أهتم بالرسم وأعمال البانوراما الدمشقية التي نالت الإعجاب.

تمتلك "فيروز" موهبة كبيرة وذوقاً وحرفية، فهي إنسانة طموحة وموهوبة تعشق الفن بكافة صوره، فقد طورت موهبتها بنفسها، واستطاعت أن تكون رسامة ومصممة وخياطة، ولم تشبع رغباتها، ولم تكتفِ بهذا الحد، بل خلقت لنفسها موهبة فريدة من نوعها، فأبدعت بمنحوتات صغيرة ودقيقة جذبت من خلالها أنظار وإعجاب الجميع، لأن أعمالها تبدو للوهلة الأولى كأنها حقيقية، وخصوصاً أنها استطاعت أن تخلق بصمتها الخاصة، فابتكار المجسمات الصغيرة، وتنسيق الملابس المناسبة لها بطريقة متميزة وجميلة أضفت على أعمالها الرقي والجمال

كنت في الرابعة عشرة عندما بدأت العمل بالمجال الفني، حيث قمت بتصميم لوحات دمشقية وبيعها، ففي عام 2008 هاجرت إلى "الولايات المتحدة الأميركية" التي دعمت موهبتي ووسعت مجال خياراتي الفنية، وبدأت منذ ست سنوات تعلّم النحت، وظهرت موهبتي بمنحوتات الأطفال التي استهوتني لجمالها ودقة صنعها، وخصوصاً أن فن النحت ليس بالفن السهل، حيث تجتمع فيه العديد من الفنون الأخرى، كـ: التشكيل، والتصميم، والرسم، وهذا تعلمته تدريجياً، فكانت كل قطعة أصنعها أحاكي فيها شيئاً من الواقع، حتى استطعت الخروج بمنحوتات فريدة وملموسة ومحسوسة، وبنتائج مبهرة تكاد تكون أقرب إلى الحقيقة، إضافة إلى أنني بدأت رسم لوحات بالألوان الزيتية منذ سنتين تقريباً، وقد لاقت الرواج والإقبال، إضافة إلى التصوير والإخراج الذي أتعلّمه حالياً».

أعمالها بالزيتي

وعن المواد المستخدمة في أعمالها، تقول: «دخلت في ابتكار "الدمى"، ومعظم مشغولاتي مستوحاة من مظاهر الحياة اليومية، وهي مصنوعة من عجينة "polymer clay" أقوم بشرائها عن طريق الإنترنت، حيث أقوم في بداية العمل بأي قطعة برسم المجسم المراد تصميمه، وبعد إنجازه أقوم بعرضه على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلاله أصبحت أتلقى مجموعة من الطلبات المتنوعة، كهدايا أعياد الميلاد والمناسبات؛ وهو ما سهّل عليّ عملية التسويق في العديد من المدن الأميركية، إضافة إلى أن المنحوتة الواحدة تتطلب مني مجهوداً قد يستمر ما بين 7 إلى 15 ساعة عمل متواصلة حسب حجم الدمية المصنوعة مع خياطة الثياب الخاصة لكل دمية، كما أن لدي ورشة عمل صغيرة في منزلي تضم العديد من أدوات التشكيل والخياطة التي قمت بتجميعها بنفسي.

وما ميز أعمالي أنها صغيرة الحجم جداً، ودقيقة بتشكيلها وتفاصيلها الصغيرة، وملمسها الحقيقي الذي تحسن كثيراً مع الوقت والخبرة. كما أنني أقدم أعمالي بصورة فنية رائعة؛ من خلال إضافة لمساتي، كوضعها في صناديق مزركشة تقدم هدايا قيمة للآخرين، أو بتثبيتها على لوح من الخشب حسب الطلب. إضافة إلى أنني من خلال أعمالي أبرز ما أمتلكه من موروث فني وثقافي ودمجه مع باقي الثقافات التي أنهل منها المزيد من الخبرات التي أضافت إلى موهبتي الشيء الكثير، فمن الضروري أن تحمل الأعمال الفنية في طياتها رسائل تعبر عن الآمال والآلام وتطلعات الناس بكل شفافية ومصداقية».

أحد أعمالها

وفي حديث مع "دولت خليل" إحدى المتابعات لأعمالها، قالت: «تمتلك "فيروز" موهبة كبيرة وذوقاً وحرفية، فهي إنسانة طموحة وموهوبة تعشق الفن بكافة صوره، فقد طورت موهبتها بنفسها، واستطاعت أن تكون رسامة ومصممة وخياطة، ولم تشبع رغباتها، ولم تكتفِ بهذا الحد، بل خلقت لنفسها موهبة فريدة من نوعها، فأبدعت بمنحوتات صغيرة ودقيقة جذبت من خلالها أنظار وإعجاب الجميع، لأن أعمالها تبدو للوهلة الأولى كأنها حقيقية، وخصوصاً أنها استطاعت أن تخلق بصمتها الخاصة، فابتكار المجسمات الصغيرة، وتنسيق الملابس المناسبة لها بطريقة متميزة وجميلة أضفت على أعمالها الرقي والجمال».

تصميمات دمشقية