جال في أروقة فنّ النحت حتى عشقه، فأنتجت يداه منحوتات فريدة حاضرة في ميدان الإبداع والتميز، وجسّد من خلال رؤيته الفنية الخاصة أعمالاً خلدت شخصيات وظواهر اجتماعية متنوعة.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 19 نيسان 2017، تواصلت مع النحات "وسام قطرميز"، ليحدثنا عن بداياته بالقول: «نشأت في أسرة تعنى بالفنّ التشكيلي عامة وفنّ النحت خاصة، داعبت يداي الصلصال في سن مبكرة، ولمست الألوان والأدوات الفنية بكافة أنواعها، وكان لوجودي الدائم إلى جانب والدي النحات "عبد السلام قطرميز" أثناء إنجازه أعماله الفنية ومساعدته في بعضها، الأثر البالغ في خلق ارتباطي بالنحت ومتابعتي لدراسته بطريقة ممنهجة، فالتحقت بمعهد الفنون التطبيقية في "دمشق"، وبعد تخرجي توجهت نحو التجربة العملية في محاولة لإيجاد قاعدة انطلق من خلالها نحو تكوين هوية فنية خاصة».

"وسام قطرميز" فنان مميز جداً في أعماله النحتية، عندما تقف أمام منحوتة من أعماله لا تستطيع إلا أن تتأملها بعمق وتحاول قراءتها والسبر إلى دواخلها لاكتشافها أكثر، فهو عميق الإحساس والفكر، أفكاره الغنية تضفي على منحوتاته الرقي والجمال، والمواضيع التي يطرحها من خلال بوابته الفنية تثير عواطفنا وأفكارنا؛ وهو ما يجعلنا نتحسس ذاتنا عند النظر إليها، وندرك صدق الرسالة التي صنعتها يدا هذا النحات المتميز

ويتابع: «بدأت مشاركاتي الفنية من خلال المعارض، وأولها مشاركتي بالمعرض السنوي للفنون التشكيلية الذي نظمته وزارة الثقافة عام 1995، ثم ضمن المعارض التي يقيمها اتحاد الفنانين التشكيليين، ومؤخراً المشاركة في المعارض الخاصة بالمركز الوطني للفنون البصرية في "دمشق"، كما أشرفت على عدة ورشات عمل فيه، وأصبحت مؤخراً عضواً في مجلس إدارته. وكان لي شرف المشاركة في باكورة ملتقيات النحت في "سورية" ضمن قلعة "دمشق"، وفي ملتقى "الأمل" في مدينة "حلب"، إضافة إلى العديد من الملتقيات الأخرى».

منحوتة بعنوان "الأمومة"

وتابع: «ساهمت في إنجاز العديد من الأعمال النحتية العائدة لجهات عامة وخاصة، كما قمت بتدريس النحت وصبّ القوالب لدى مركز "أحمد وليد عزت" للفنون التطبيقية في "دمشق" بعد تخرجي، وكانت تلك مسيرة الانطلاق الفعلية التي أسست لما بعدها من خطوات، حيث انتقلت بعدها للتدريس والإشراف على الأقسام الفنية في معهد "الثقافة الشعبية" في "الصالحية"، ومنه إلى كلية الفنون الجميلة كخبير في التقنيات الفنية، وأهمها مادتا الخزف والبرونز، وأتت مشاركتي في الاحتفالية الخاصة بالذكرى التاسعة عشرة لوفاة الشاعر الكبير "نزار قباني"التي أقيمت مؤخراً، من خلال نحت تمثال نصفي لشخصية "قباني" تم إسدال الستار عنه في ختام الاحتفالية، ووضع في دار أوبرا "دمشق"، وكانت إحدى التجارب المهمة لحضور النحت مع الموسيقا على مسرح واحد.

أما عن الأعمال النحتية المقبلة، فتبقى وليدة لحظتها، ولا بدّ أنها مجموعة أفكار وهواجس تختزل في الذاكرة وتنتظر اللحظة الملائمة للتعبير عنها عملياً، وأعدّ رغبتي في المشاركة في المعارض الرسمية الدولية ذات الروزنامة الواضحة الهدف الذي أتطلع إليه أولاً؛ لأن تلك المعارض توثق لذاكرة وإرث فني للوطن بأسلوب ممنهج ومدروس».

تمثال "نزار قباني"

ويكمل: «يستطيع النحات من خلال أعماله إبراز الحالات الإنسانية الفردية والمجتمعية وكافة التأثيرات والانفعالات الناجمة عنها، وتكمن مصداقية العمل من خلال ارتباط الفنان ببيئته، ثم الانطلاق بما حمله من موروث فني محلي نحو مخاطبة باقي الثقافات لنهل المزيد من الخبرات، فمن الضروري أن تحمل أعمال الفنان رسائل واضحة شكلاً ومضموناً ينشر عبرها المحبة والسلام، ويعبرعن الآلام والآمال وتطلعات الناس من خلال فنه الصادق النابع من وجدانه».

النحات "صلاح الدين الجاسم"، عنه يقول: «"وسام قطرميز" فنان مميز جداً في أعماله النحتية، عندما تقف أمام منحوتة من أعماله لا تستطيع إلا أن تتأملها بعمق وتحاول قراءتها والسبر إلى دواخلها لاكتشافها أكثر، فهو عميق الإحساس والفكر، أفكاره الغنية تضفي على منحوتاته الرقي والجمال، والمواضيع التي يطرحها من خلال بوابته الفنية تثير عواطفنا وأفكارنا؛ وهو ما يجعلنا نتحسس ذاتنا عند النظر إليها، وندرك صدق الرسالة التي صنعتها يدا هذا النحات المتميز».

النحات "صلاح الدين الجاسم"

يذكر أنّ الفنان "وسام قطرميز" من مواليد "دمشق"، عام 1974.