عشق "علي عمام" الفنّ التشكيلي منذ نعومة أظفاره، وكان يجد نفسه في حصة الرسم، فيعبر عن كوامنها، يرى أنّ قيمة اللوحة جزء من عمر الفنان، واللون الأصفر من أهم الألوان عنده.

مدونة وطن "eSyria"، تواصلت مع التشكيلي "علي عمام" المقيم في "ألمانيا" بتاريخ 7 نيسان 2017، وعن تجربته الفنية قال: «بداياتي مع الفنّ التشكيلي كانت منذ الطفولة، حيث كنت أجد في حصة الرسم وجودي، وكنت أجدها أجمل حصة في البرنامج المدرسي، إلى جانب ذلك، كان لجدي وجدتي دور بتشجيعي على الرسم من خلال إبراز إعجابهما بما أرسمه حتى لو كان عادياً، وبعد حصولي على الشهادة الثانوية التحقت بكلية الفنون الجميلة، اختصاص تصوير، وخلال الدراسة الجامعية تأثرت بالمدرستين التعبيرية والتجريدية.

تحوي أعماله قيمة جمالية من خلال الشفافيات الجميلة، وتناغم ألوانه وانسجامها

برأيي، يمكن للفنان التعبير عن مشاعره من خلال ألوان لوحاته التي تظهر حالته النفسية، فرحه، حزنه، وما يتمناه، وبالتأكيد يمكنه توظيف اللون في أي عمل فني بهدف إيصال رسالة ما إلى الآخرين. رسالتي هي رسالة وأمنية كل فنان، وهي السلام والمحبة لكل الناس، أركز في لوحاتي على الأحمر والأزرق و"الليلكي"، ولا أغفل الأصفر؛ لأنني أجده من أهم الألوان».

من لوحاته

وعن فضاء اللوحة، والعلاقة بينها وبين عمر الفنان، قال: «فضاء اللوحة واسع وليس له حدود، ويمكن للمتلقي الغوص في أعماقه، ويمكنني القول إن الفنان يمر في حياته بعدة مراحل؛ لذا عليه أن يطور رؤيته باستمرار، وإن قيمة اللوحة هي جزء من عمره، ومما لا شك أن اللوحة تشبه الفنان إلى حد كبير؛ فهو دائماً يبحث عن ذاته، لذلك يمكنني القول إن اللوحة الأهم في حياتي لم أرسمها بعد».

وعن العلاقة بين الطبيعة والفنّ، قال "علي": «الفنّ والطبيعة وجهان لعملة واحدة؛ فالطبيعة إبداع الخالق، والفنّ هو رؤية ما وراء الطبيعة. أما متى يغمض الفنان عينيه للوحة، ومتى تغمض عينيها له، فالأمر مرهون بالفنان نفسه، فهو يغمض عينه إذا ظنّ أنه وصل إلى الذروة؛ وعليه فإن اللوحة تغمض عينيها له، وهنا تكون نهاية الفنان».

من رسوماته

ويضيف عن معارضه ومشاركاته داخل وخارج "سورية": «لدي مشاركتان في "دمشق" مع بعض الزملاء التشكيليين، وثلاث مشاركات في "ألمانيا" تتمثل بمعرض فردي، ومعرضين مشتركين».

ويعبر عن رأيه بظاهرة المزادات الفنية العالمية؛ إن كانت سترتقي باللوحة والفنان، ويقول: «إذا كانت هذه المزادات تقدر العمل الفني وما يحمله من رسالة ثقافية وإنسانية، بكل تأكيد سوف ترتقي ليس باللوحة فقط، بل بالفنان واللوحة معاً».

الدكتور علي سرميني

أما دور الموهبة والتكريم، فقال عنهما: «بكل تأكيد، الموهبة مطلوبة لدى الفنان التشكيلي، لكنها لا تكفي، ولا بد من رفدها بالدراسة الأكاديمية التي تجعل من الفنان شخصية متمكنة، وأتمنى أن أوفق في إكمال دراستي الأكاديمية في "ألمانيا"، وبما أن الفنّ هو هاجس صاحبه، فالفنان يشعر بالتكريم عندما تصل رسالته إلى الآخرين».

وعن دور التشكيليين المغتربين، يضيف: «نحن خارج الوطن نحاول إيصال صورة إيجابية عن بلدنا وأهله إلى الغرب، ونحاول أيضاً إيصال معاناتنا ومعاناة أهلنا في سنوات الحرب العجاف، وأظنّ أنّ الفن أصدق وسيلة لهذا».

عنه قال التشكيلي الدكتور "علي السرميني": «"علي عمام" شاب موهوب، مجتهد، عرفته منذ كان طالباً في الكلية؛ مثالاً للجد والاجتهاد والنشاط والأخلاق الحسنة، يفتش عن كل شيء جديد، يحاول تثقيف نفسه باستمرار، يتمتع بموهبة فنية، وتتميز أعماله بتعبيرية واعدة وتكوينات جميلة، أنا شخصياً أتوقع له مستقبلاً واعداً ولا سيما أنه يكمل دراسته الأكاديمية حالياً».

وقال التشكيلي "أحمد عبد الفتاح": «تحوي أعماله قيمة جمالية من خلال الشفافيات الجميلة، وتناغم ألوانه وانسجامها».

يذكر أنّ التشكيلي "علي عمام" من مواليد مدينة "يبرود"، بريف "دمشق" عام 1981، وإلى جانب الرسم، يهتم بالخط العربي والأدب والشعر.