قامت "أمل بورسة" بتقديم دراسة شاملة لإمكانية إدخال برنامج إدارة المعرفة إلى المكتبات الجامعية، بهدف تحسين وتطوير الخدمات المكتبية، والاستفادة المعرفية بين العاملين لأقصى الدرجات، من خلال رسالة الماجستير التي قدمتها في جامعة "دمشق".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 آذار 2017، الطالبة "أمل بورسة"، لتحدثنا عن تفاصيل بحثها بالقول: «رسالة الماجستير التي قدمتها بعنوان: "مكتبات جامعة دمشق، ومدى استعدادها لدخول برنامج لإدارة المعرفة"، بإشراف الدكتور "نبيل حداد". حيث يعد موضوع إدارة المعرفة من الموضوعات الحديثة التي كثر الجدال فيها، وذلك انطلاقاً من ضرورة مواكبة المكتبات بوجه عام، والمكتبات الجامعية بوجه خاص للمتغيرات التي فرضت عليها واقعاً جديداً للحفاظ على وجودها واستمرارها، وعليه فإن وجود برنامج لإدارة المعرفة فيها سوف يساعد على الاستفادة من المعلومات والمعارف إلى أقصى درجة ممكنة، من خلال تحفيز العاملين فيها، ومساعدتهم على التعلم والبحث عن المعارف المتجددة في تخصصاتهم، ثمّ تشاركها فيما بينهم بما يضمن تحسين أداء العاملين للخدمات التي يقدمونها من جهة، ومن جهة أخرى سوف يساعد على وصول المستفيدين إلى ما يحتاجون إليه من معلومات، والإجابة عن كل ما يتبادر إلى أذهانهم من تساؤلات عن هذه المكتبات بكل سهولة ويسر. ولابد لتطبيق برنامج لإدارة المعرفة في مكتبات جامعة "دمشق" على النحو الصحيح، من السير بخطوات علمية مدروسة، وأولها تقييم استعدادها لتبني هذا البرنامج».

واجهتني عدة صعوبات باعتبار البحث لم يتناول من قبل، كان منها قلة المراجع المتخصصة في هذا المجال خاصة بما يتعلق بالمكتبات، وكانت أغلب المراجع ذات الأهمية بلغة أجنبية؛ لذا كانت الصعوبة في الترجمة، وعدم وجود متخصصين في هذا المجال، وهنا أقصد إدارة المعرفة في المكتبات، إضافة إلى صعوبة العمل الميداني، حيث استغرق البحث ثلاث سنوات، لكن تم إنجاز الرسالة، وكانت النتائج مرضية

عن تفاصيل البحث، تضيف: «لقد حاولت من خلال بحثي هذا أن أسلط الضوء على موضوع إدارة المعرفة من كافة جوانبه، بدءاً من تعريف إدارة المعرفة، وانتهاء بكيفية استفادة المكتبات منه وردود أفعال المكتبيين، وهكذا اخترت أن يكون موضوعي هو الخطوة الأولى لتطبيق إدارة المعرفة في مكتباتنا الجامعية -تقييم الواقع الحالي لمكتباتنا الجامعية- وهكذا كان موضوع دراستي: "هل المتطلبات اللازمة لوجود هذا البرامج موجودة أم لا؟ وما هي التحديات التي تحول دون تحقيق ذلك؟" وللإجابة عن هذا السؤال قمت بإعداد استبانة كانت بمنزلة المقياس الذي اعتمدته في قياس استعدادية مكتباتنا لذلك، اعتمدت في إعداده أداة القياس التي طورتها "الجمعية الأميركية للتدريب والقياس" من أجل قياس وتحديد استعداد المؤسسة لإدارة المعرفة، كذلك حاولت أن أعدّل فيه قدر الإمكان ليتناسب مع خصوصية بيئة المكتبات عن غيرها من المؤسسات، الذي وزع على عدد من أمناء المكتبات إضافة إلى المسؤولة عن مديرية المكتبات الجامعية».

رسالة أمل

وتكمل: «وفي النهاية تم تقييم استعداد مكتباتنا الجامعية بأنها على درجة متوسطة من الاستعداد، وتوضحت الإمكانات والمعوقات، فالمكتبات مازالت تفتقر إلى الكثير من وسائل الاتصالات والتكنولوجيا التي تساعد في تسهيل التشارك في المعارف، كما تفتقر إلى وجود آليات فعالة للتواصل ما بين الإدارة والمكتبات من جهة، والمكتبات فيما بينها من جهة أخرى، مع أنها قادرة على تحديد المعارف التي تحتاج إليها، وكنسبة جيدة من أمناء هذه المكتبات هم من خريجي قسم المكتبات والمعلومات، وبناء على ذلك وضعت مجموعة من التوصيات التي أعدّها خطة عمل يمكن لمكتبات جامعة "دمشق" الاستفادة منها في حال أرادت إدخال برنامج إدارة المعرفة».

لتطبيق برنامج إدارة المعرفة في المكتبات الجامعية في "دمشق" حسب البحث الذي قامت به، تؤكد: «علينا العمل على إشاعة ثقافة التعاون والتشارك بالمعارف، وزيادة التواصل مع العاملين، وإلغاء فكرة أن من يملك معرفة يجب أن يحتفظ بها ويرفض مشاركة أي أحد بها، وإزالة الخوف من عرض الأفكار مهما كانت بسيطة. ولا بد من وضع استراتيجية واضحة ومكتوبة، وتنظيم الاتصال مع المكتبات داخل وخارج القطر. وإكثار اللقاءات المباشرة وغير المباشرة بين أمناء المكتبات والإدارة، وتشجيع الحوار، والعمل على تحسين مستوى وأسلوب التقييم للمعارف في المكتبات، وتشجيع الابتكار، وتحسين نظام المكافآت وربطه بممارسة الإبداع، ومشاركة المعارف، وضرورة إنشاء شبكة اتصال داخلية وربما شبكة الإنترنت في مكتبة معهد اللغات تمثل خطوة أولية لذلك.

كذلك إتاحة الإنترنت في جميع المكتبات الجامعية، والعمل على إكمال الفهرس الموحد للمكتبات ليشمل بقية المكتبات الجامعية، وزيادة الدورات التدريبية وتفعيلها لتشمل جميع المكتبيين في المكتبات الجامعية».

وختمت عن الصعوبات التي واجهتها بالقول: «واجهتني عدة صعوبات باعتبار البحث لم يتناول من قبل، كان منها قلة المراجع المتخصصة في هذا المجال خاصة بما يتعلق بالمكتبات، وكانت أغلب المراجع ذات الأهمية بلغة أجنبية؛ لذا كانت الصعوبة في الترجمة، وعدم وجود متخصصين في هذا المجال، وهنا أقصد إدارة المعرفة في المكتبات، إضافة إلى صعوبة العمل الميداني، حيث استغرق البحث ثلاث سنوات، لكن تم إنجاز الرسالة، وكانت النتائج مرضية».

من جانبها "نور زياد القاضي" اختصاص نظم وتخزين واسترجاع المعلومات في دائرة التوثيق التربوي في وزارة التربية، قالت عن البحث: «أصبح التغيير في مجال المعرفة الأكثر تأثيراً في الحياة، الذي يعد من أهم مقومات النجاح. والرسالة التي قدمتها "أمل" تعد مرجعاً وافياً وشاملاً في هذا الموضوع "إدارة المعرفة في المكتبات"، ومن خلال الدراسة أعطت الباحثة صورة واضحة وشاملة عن التعريف بأهمية إدارة المعرفة، ودورها في تحسين العمل لتقديم أفضل الخدمات للمستفيدين كاختصاصيي معلومات، فقد تمت دراسة المقومات والمعايير من خلال الاستبانة التي كانت محاولة لوضع مقياس لقياس درجة الاستعداد لإدارة المعرفة، والتعرف إلى إمكانية التطبيق والعوامل المانعة. وبالنهاية أرى أن البحث قدم من خلال توصياته خطة للأخذ بإدارة المعرفة التي يمكن لها أن تكون مفيدة للمكتبات، في حال قررت السير نحو ذلك، وتحديد المعارف وتحسين العمل، حيث يعد البحث من الأبحاث القليلة التي تناولت الموضوع على مستوى الوطن العربي».

يذكر أنّ "أمل بورسة" من مواليد "دمشق" عام 1985، حاصلة على شهادة الماجستير، قسم مكتبات ومعلومات في جامعة "دمشق"، وتعمل أمينة مكتبة في مدرسة "غازي الخالدي".