لم يكن فيلم "ثقب" الذي أنتجه طلاب من المعهد العالي للفنون المسرحية عادياً، فبأربع دقائق، و8500 صورة تحاكي الحرب على "سورية" وآثارها على الناس، استطاع الوصول إلى العالمية من خلال مهرجان "أورلاندو آرين" السينمائي، فحصل على جائزة أفضل فيلم قصير.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 24 شباط 2017، السينوغرافي "هاني جبور" الطالب بالمعهد العالي للفنون المسرحية، والمولود في "دمشق" عام 1992، وقال: «بدأت فكرة الفيلم تراودني في السنة الثالثة، فحاولت تطبيقها وزملائي بالمعهد العالي للفنون المسرحية كمشروع طلابي، بهدف تعزيز هوية "السينوغراف"؛ (وهو التصميم المتخصص بجميع العناصر البصرية للعرض المسرحي)، وباعتباره اختصاصاً جديداً في المعهد، فبدأنا ورشة عمل مكثفة لمدة عشرين يوماً تم من خلالها تطبيق الدروس النظرية عملياً بطريقة العصف الذهني لمناقشة أفكار الطلاب لبناء وتجسيد فكرة الفيلم مع الأستاذ "غيث المحمود"، فقد كان العمل عبارة عن نتاج جماعي شارك فيه أحد عشر طالباً من المعهد. ويعدّ ذلك خطوة جديدة ومهمة لنا كمخرجين شباب؛ حيث اعتمدنا على تقنية "الستوب موشن"، وهي عبارة عن تقنية تعتمد على الصور والكادر، حيث يتم تصوير المشاهد لقطة تلو الأخرى، ويتم بناؤها بشكل متتالي لتكوين قصة من خلالها.

لكوننا جيلاً عاصر الحرب لعدة سنوات، ولامس معاناة الإنسان السوري بكل حيثياتها، حاولنا إلقاء الضوء على تخلي الإنسان عن الكثير من ذكرياته وأشيائه مقابل البقاء والحفاظ على حياته، وخصوصاً أن أحداث الفيلم تدور حول أثر الحرب في الناس وتعايشهم مع ظروفها في ظل سنوات الأزمة

كانت مدة الفيلم أربع دقائق، ويضم 8500 صورة، وما ميزه أنه اعتمد على المكان والأشياء في تجسيد شخصياته».

جائزة الفيلم بمهرجان أورلاندا

وتابع حديثه عما تحاكيه هذه الدقائق القليلة للفيلم بالقول: «لكوننا جيلاً عاصر الحرب لعدة سنوات، ولامس معاناة الإنسان السوري بكل حيثياتها، حاولنا إلقاء الضوء على تخلي الإنسان عن الكثير من ذكرياته وأشيائه مقابل البقاء والحفاظ على حياته، وخصوصاً أن أحداث الفيلم تدور حول أثر الحرب في الناس وتعايشهم مع ظروفها في ظل سنوات الأزمة».

المشاركة في صناعة الفيلم "نحالين حسن" وطالبة بالمعهد العالي للفنون المسرحية، تقول: «هذا الفيلم كان الخطوة الأولى في مجال "السينوغراف"، حاولنا من خلاله كطلاب أن نختبر أدواتنا وخبراتنا وندخل بتحدٍّ كبير كسينوغرافيين ومسرحيين بالتعبير عن أنفسنا في فضاء السينما، وإيصال رسالة مفادها أن الخلل موجود بالتنمية الفكرية والثقافية التي سيطر عليها الجهل والتخلف، وليس نتيجة الحرب، والسعي لإنشاء الجيل الجديد القادر على ترميم الثقب الموجود في المجتمع».

النشرة التعريفية للفيلم

"غيث المحمود" رئيس قسم الخدمات المسرحية في "دار الأوبرا" والمشرف على ورشة السينوغرافيا بالسينما الذي كان نتاجها فيلم "ثقب"، يقول: «بعد إنجاز الفيلم تم عرضه كمشروع طلابي بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وقد أثار اهتمام ودعم القائمين عليه؛ وخصوصاً أن هذه التجربة تركت انطباعاً جيداً لدى بعض النقاد في "سورية" والخارج؛ باعتباره فيلماً يمثل السوريين في كل مكان.

وكانت المشاركة بمهرجان "أورلاندو" بالولايات المتحدة الأميركية تحدياً كبيراً لنا، وخصوصاً أن الفيلم رفض في أكثر من مهرجان عالمي لكوننا سوريين من دون النظر إلى مضمونه. وحصول الفيلم على المركز الأول كأفضل فيلم قصير في المهرجان هو أكبر إثبات على أن السوريين -على الرغم من الحرب- قادرون على التميز والإبداع».

هاني جبور

يذكر أنّ الفيلم حاز الجائزة بتاريخ 16 تشرين الثاني 2016، وكان بإخراج جماعي شارك به أيضاً كل من: "مجد الشيباني، وائل قادرية، يامن حمشو، يزن جوبان، هبة محمد، آلاء الدعتور، وخولة ونوس"، وأشرف عليه مدير الإضاءة والمونتاج "ميار النوري".