حبّه لمهنته جعله واحداً من المهتمين بخصوصية الأحجار الكريمة وأثرها في حياة الإنسان، إلى جانب اهتماماته المتعددة بعلم الطاقة والأرقام والحاسوب، حتى تحوّل إلى نجم تلفزيوني محلي، يهتم بالفنون التشكيلية التي أدخل إليها مهنته.

مدونة وطن "eSyria" التقت الصائغ "سامر سعد" بتاريخ 6 كانون الثاني 2017، الذي تحدث عن بداياته بالقول: «بين جدران الياسمين وتشكيل الذهب العتيق الدمشقي، حيث نما في داخلي حبهما كانت البداية مع مهنة الصياغة، وأول من وقف إلى جانبي بهذا المضمار أشقائي، فامتزج الحب والذهب، كنت مولعاً بهذا الفن منذ صغري، حتى إنني - منذ بداية رحلتي عام 1975- كنت أضيف طريقتي الخاصة إلى تفاصيل كل ما أوكل إلي عمله بهذه المهنة، وتمر السنوات وأجد نفسي في "أبو ظبي" التي بقيت فيها عشر سنوات، حيث تابعت مسيرتي المهنية، فتكلّل العمل بالخبرة، وبدأت علاقتي مع الأحجار الكريمة التي أوليتها اهتمامي بكل تفاصيلها، ومعرفة مصادرها وطبيعتها، وقوة تحملها للعوامل الطبيعية، وطريقة صقلها والعناية بها. وهذا الجانب أخذ مني وقتاً كبيراً؛ لأن معظم الذين يعملون بهذا المجال أناس توّاقون للجمال والفن، وهم بوجه عام نادرو الوجود. وهناك أدوات خاصة للعمل مع الأحجار الكريمة، وهي تتألف من المنظار المكبر لرؤية داخلية الحجر، والملقط المخصص لمسك الأحجار، والميزان الدقيق، وهناك مقياس لقياس ارتفاع ومساحة سطح الحجر الكريم، بعدها عدت إلى "سورية"، ومن خلال الخبرات التي اكتسبتها تفرغت لأمور فنية أخرى، وقدمت من خلال الشاشات السورية فقرات عديدة عن الأحجار الكريمة والجواهر، وخاصة عن علاقتها بالأبراج».

لم يقتصر عملي على مهنتي بالصياغة "سادجي"؛ أي تركيب الأحجار، بل أقوم إلى جانب علم الطاقة والتأمل والأرقام بإنجاز عدد من التصميمات على الحاسوب، وإظهارها بطريقة فنية وجميلة

وعن خصوصية الأحجار وعلاقتها وتأثيرها في الإنسان، يقول: «جُبل الإنسان من ماء وتراب، وكذلك فإن الأحجار الكريمة هي من الأرض، وهي متصلة بالإنسان صلة وطيدة، تعطيه الطاقة الإيجابية إذا كانت في موضعها الفعال. وهناك خاصية لكل حجر منها، ولكل شهر ميلاد حجر معين، ولكل برج معين حجر يعطيه طاقة خاصة وإيجابية معينة، ومنذ بداية دراستي للأحجار من خلال اتباعي دورات في "الهند" عام 1989، وكل ما يتعلق بها منذ أكثر من عشرين سنة، وتعمقي بهذا المجال لكوني أعمل به وأتعامل معه، كان لهذه الدراسة تأثير إيجابي لمعرفة صفات كل حجر على حدة، وطريقة العناية به، وبذات الوقت أصبح حبي للأحجار أكبر، لكوني تعاملت معها بحب، وليس كمهنة.

نموذج لأحد أعماله

ومن خلال دراستي أصبحت أعرف علاقة كل شخص بالحجر المناسب له، وكانت لي تجربة بتسخير الأحجار الكريمة وإدخالها في الفن التشكيلي، وذلك ضمن مشروع "ألف نون" مع التشكيلي "بديع جحجاح"، إلى جانب ذلك عملت على تصميم وتنفيذ بعض الشعارات للجمعيات الاجتماعية والمهرجانات والفعاليات، وكان آخرها تنفيذ أعمال تخصّ يوم الثقافة الذي أقيم في "دار الأسد للثقافة والفنون"، وهناك أعمال كثيرة نفذت لشركات وهيئات وفعاليات وحتى لأشخاص، إضافة إلى مشاركتي بعدة معارض داخل القطر، منها مع وزارة السياحة، إلى جانب مشاركتي بفعاليات خاصة بالجمعيات والمراكز الاجتماعية بما يخص مهنتي بالأحجار الكريمة والقطع التي تحملها».

وعن علاقته بالأرقام وعلم الطاقة، يضيف: «دراستي لعلم الأرقام كانت موازية لدراستي للأحجار وعلم الطاقة، إلى جانب الدراسة عن التأمل، وذلك من خلال اتباعي العديد من الدورات في "بانكوك" منذ عام 1988، حيث كل هذه الدراسات مرتبطة ترابطاً تاماً بعضها مع بعض في الشرق الأقصى، وهي مفيدة لمعرفة الأشخاص الذين أقابلهم وأتعامل معهم. ومن خلال تواصلي مع العديد من الأشخاص استطعت تقديم فوائد هذا العلم لهم بمعرفة النواحي السلبية والإيجابية في حياتهم، والعمل على تحسينها والتحول الإيجابي في حياتهم ومسيرتهم العملية والاجتماعية».

التشكيلي بديع جحجاح

ويختتم حديثه بالقول: «لم يقتصر عملي على مهنتي بالصياغة "سادجي"؛ أي تركيب الأحجار، بل أقوم إلى جانب علم الطاقة والتأمل والأرقام بإنجاز عدد من التصميمات على الحاسوب، وإظهارها بطريقة فنية وجميلة».

وعنه قال التشكيلي "بديع جحجاح": «الفنان "سامر سعيد" شخص نشيط، ومحترف في عمله، وقد كان لنا تجربة بسيطة معه في موضوع سكب مادة المينا الزجاجية على قطع نحاس، ضمن لوحات تشكيلية بمشروع "ألف نون"، وبتجربته هذه عرض المادة للحرارة؛ وهذا ما أعطاها صلابة أقوى، وبدت كأننا نضع الزجاج عليها. أما موضوع الإضافة إلى العمل الفني، فهو يقتصر على الحالة التقنية فقط».

نموذج من الأحجار الكريمة المستعملة في عمله

وأضاف الصائغ "وديع معلوف": «هو شخصية لم تقتصر خبرتها على العمل المهني بمجال الصاغة وتركيب الأحجار الكريمة، بل تعمق أكثر بخصوصية وماهية الحجر؛ وهذا ما جعله متمكّناً بهذا المجال، إلى جانب كونه واحداً من الشخصيات المعدودة في "سورية" التي تقوم بصناعة قوالب لصك الليرة و"الأونصات" الذهبية، إضافة إلى تعدّد مواهبه واهتماماته بمجال التصميم والحاسوب، وغيرها».

يذكر أنّ "سامر سعد" من مواليد مدينة "دمشق"، عام 1962، يتقن اللغتين الفرنسية والإنكليزية.