بأفكار جديدة ولمسة فنية ممزوجة بتركيبة طبية خاصة استطاعت الصيدلانية "نورين قولي" بمساعدة أختيها "روني ونور" تحويل الصابون الطبي المصنوع يدوياً إلى قطع فنية تشبه الأطعمة تُفاجِىء بشكلها من يراها.

مدونة وطن "eSyria" التقت الصيدلانية "نورين قولي" في دمشق بتاريخ 23 حزيران 2016، للتعرف إلى دوافعها لتقديم الصابون الطبي بشكل جديد، فقالت: «بداية حاولت أنا وأختاي إيجاد فكرة تجمع بين الجانبين الطبي والفني وتكون خارجة عن المألوف، وتحقق مبدأ المزج بين خبراتنا الصيدلانية والشكل الفريد، ثم بدأنا تطبيق الفكرة بطريقة عملية، وكانت والدتي الداعم الأكبر لنا لتخرج الفكرة إلى النور، حيث قدمت لنا المساعدة بما تملكه من خبرة في مجال التسويق كسيدة أعمال، ومن وحي موهبتنا بالفن والألوان والرسم وما درسناه نحن الثلاث كصيدلانيات، ومن خلال معرفتنا بالمواد التجميلية والتركيبية الخاصة بصناعة الصابون يدوياً استطعنا أن نجمع بين الفوائد الطبية والشكل المميز، فالانطباعات الأولى لمن يشاهدها كانت تأتي على هيئة سؤال: هل هذه الأشكال قابلة للأكل؟ لأنّ ما يميزها هو الشكل الخاص الشبيه بالأطعمة والحلويات، واليوم للصابون الذي ننتجه يدوياً عدة استخدامات علاجية ووقائية وتجميلية، فهو يتكون من زيوت وخلاصات طبيعية مفيدة للبشرة».

أكثر ما يعترضنا حالياً لكوننا في بداية العمل، صعوبة تأمين المواد بالمواصفات المناسبة والجودة العالية للحصول على النتيجة المطلوبة

وفيما يتعلق بمراحل تصنيع الصابون يدوياً، تشرح "نورين" عن عملها قائلة: «بدايةً نحضّر المواد والزيوت والملونات، ثم مرحلة التصبين تتبعها قولبة الصابون وتزيينه، وآخر مرحلة هي التغليف، فكل قطعة تتطلب دراسة خاصة لموادها الزيتية وفوائدها، وضرورة تنسيق ذلك مع القالب الجمالي الخاص بها».

صابون يشبه "كب كيك"

وعن العمل اليدوي وضرورة المحافظة عليه، والعقبات التي تواجهه، تضيف: «كان العمل اليدوي ومازال من أقدم الحرف الدمشقية وأوسعها مجالاً للإبداع، وقد حاولنا تقديم كل قطعة صابون نشتغلها يدوياً بشكل فني لننقل الحرفة اليدوية القديمة الخاصة بصناعة الصابون الطبي إلى الوقت الحاضر، ونعيد تقديمها بشكل جديد ليبقى التواصل الإبداعي اليدوي قائماً بين القديم والحديث، كما حاولنا إدخال الموزاييك الدمشقي لتعليب بعض أنواع الصابون، وبذلك تصبح هدية مفيدة وجذابة.

وما يميّز عملنا اليدوي هو الخبرة الصيدلانية، وتجربتنا هذه هي الأولى في "سورية" والشرق الأوسط بوجه عام؛ ففي الدول الغربية يوجد صابون بأشكال مميزة، لكنه لا يتمتع بفوائد طبية».

صورة الأخوات قولي

وتكمل "نورين" عن العقبات التي تواجه العمل اليدوي قائلة: «أكثر ما يعترضنا حالياً لكوننا في بداية العمل، صعوبة تأمين المواد بالمواصفات المناسبة والجودة العالية للحصول على النتيجة المطلوبة».

أما عن تسويق الصابون والطموحات المستقبلية، فتكمل: «لدينا صفحة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ وهذا ما ساعدنا على تقريب المسافة بيننا وبين الراغبين بالحصول على ما نصنعه يدوياً، فمواقع التواصل الاجتماعي تتيح لنا إمكانية التواصل مع هؤلاء، وتقديم النصيحة المتعلقة بنوع الصابون المناسب لكل حالة على حدة، إضافة إلى مشاركتنا المستمرة بالبازارات الدمشقية التي تفسح مجالاً للأعمال اليدوية بفعالياتها، وطموحاتنا المستقبلية أن نستمر بعملنا اليدوي هذا بنجاح؛ لنثبت أن المرأة السورية قادرة على العطاء والإبداع حتى في أصعب الأوقات».

صور صابون على شكل حلوى

"رهام الشويكي" إحدى الزبائن، تقول: «الصابون لافت للنظر،سواءً من ناحية الشكل أو الرائحة الأخاذة، وما يميزه هو التجديد الدائم بـ"الموديلات"، وأنا أشتريه دوماً للاستخدام الخاص أو الزينة، فيمكن أن يوضع في الحمام أو الصالون فيعطّر المكان، وأحب هذه التفاصيل كثيراً في بيتي، كما أستخدم الصابون الخاص بالأطفال لابنتي؛ لأنّ بشرتها حساسة جداً، وأفضّل لها الصابون المصنوع من مواد طبيعية، لكن من السلبيات التي أجدها أن الصابون يذوب بسرعة وسعره ليس رخيصاً مقارنة مع الأنواع الأخرى».

المدير العام لشركة "بريغما" لتنظيم المعارض والمؤتمرات "نانسي العجلاني"، تحدثت عن فكرة الصابون اليدوي الذي يتمتع بالشكل الجذاب، وقابلية تسويقه بالقول: «الصيدلانية "نورين" وأختاها يشاركن دوماً في المعارض التي تقيمها شركتنا، وتلقى معروضاتهن من الصابون الطبي إقبالاً كبيراً نظراً إلى تميزه، ففكرته جديدة وتجمع بين جمالية الشكل والفائدة معاً، ولم يتم عرض مثيله من قبل، ولاحظت أن لديهن القدرة على التنوع والتجديد الدائم في تصنيع الصابون بما يناسب كثير من الحالات العلاجية والتجميلية للبشرة، إضافة إلى الروائح المميزة له، وأتمنى أن تحافظن على جودة منتجاتهن دوماً».

الجدير بالذكر، أن "نورين قولي" من مواليد "دمشق"، عام 1992، درست وأختها "روني" الصيدلة في "الجامعة الأوروبية الخاصة"، كما درست "نور" الصيدلة في "جامعة القلمون الخاصة" وتخرّجت فيها.