يتميز السوق بموقعه المميز في حيّ "الميدان الفوقاني"، تجد فيه كل ما تبحث عنه من بضائع بأسعار مناسبة، حيث تطور من تجارة الحبوب إلى المهن والصناعات المتنوعة المنسجمة مع تطور حاجات أفراد الحيّ.

مدونة وطن "eSyria" زارت السوق بتاريخ 25 تشرين الثاني 2015، والتقت "خالد قباني" صاحب محل لبيع الخضار والفواكه، فبدأ حديثه بالقول: «أعمل في سوق "أبو حبل" منذ 30 عاماً، يمتد من مخفر "الميدان" وحتى البوابة، كما يوجد فيه العديد من الأوابد التاريخية والأثرية؛ حيث يضم "الزاوية السعدية" وجامع "التينبية" وجامع "الدقاق"، ويحتوي السوق مجموعة من المرافق الخدمية؛ ففي بدايته يوجد مخفر شرطة الميدان، ويليه مستوصف "مي زيادة" المدرسي، ويضم مجموعة من المدارس، منها ثانوية "زين العابدين التونسي" ومدرسة "عدنان أبو دبوسة"؛ وهذا يساهم في تنشيط السوق وإنعاش الحركة وزيادة المبيعات.

سميّ سوق "أبو حبل" بهذا الاسم نسبة إلى وجوده في زقاق "أبو حبل"، وسمي الزقاق هكذا لأنه زقاق طويل ومستقيم كالحبل

سوق "أبو حبل" عبارة عن صفين متقابلين يحتوي كل صف محال تجارية وتتفرع من كل صف بعض الحارات التي تحتوي محال تجارية أيضاً، في الماضي كان السوق يحوي مجموعة من "البوايك" المخصصة لبيع الحبوب والقمح وبعض المحال لبيع الخضار والفواكه والبقالة، وكان الإقبال جيداً ومتزايداً، ومع مرور الوقت وتطور الحياة توسع السوق فتحولت بعض البيوت العربية المطلة على الشارع إلى أبنية سكنية حديثة ومحال ومتاجر لبيع الملابس الجاهزة والأحذية والمنتجات والسلع الاستهلاكية، وتم افتتاح المحال المغلقة في ظل الأزمة واستثمارها، وفيما مضى كان هناك اعتماد كبير على الغرباء والسائحين، أما الآن فالزبائن من سكان المنطقة والمناطق المجاورة، ويزداد البيع والشراء في مواسم الأعياد والمناسبات والتخفيضات».

خالد قباني

وأضاف: «سميّ سوق "أبو حبل" بهذا الاسم نسبة إلى وجوده في زقاق "أبو حبل"، وسمي الزقاق هكذا لأنه زقاق طويل ومستقيم كالحبل».

من زوار السوق تحدثنا "صفا الزين" عن سبب شراء حاجياتها من هنا بالقول: «أتسوق جميع ما أحتاج إليه من سوق "أبو حبل" لأنه يحوي كل مستلزمات وحاجيات الأسرة، وأسعار السلع والمنتجات في السوق تتنوع لتلائم المستويات المعيشية كافة، وتتنوع المنتجات والسلع لتلبي جميع أذواق الأفراد، فيضم السوق مخابز وأفران ومطاعم تبيع ما لذّ وطاب، ومحال حلويات ومحامص ومكتبات وألبسة وأحذية وحقائب ومجموعة من المحال لبيع الجواهر والذهب، وصيدليات و"بسطات" متنقلة».

جامع التينبية

كما تحدث الكاتب "أحمد بوبس" في كتابه "حي الميدان الدمشقي تاريخه وتطوره" عن أسواق حيّ الميدان قديماً وأهميتها: «يتصف حي الميدان بأهمية تاريخية كبيرة تتمثل في أن قافلة الحج الشامي كانت تعبر الحي في طريقها إلى الديار المقدسة عبر طريق شارع الميدان، كما عرف بالطريق السلطاني بسبب مرور السلاطين والأمراء منه في طريقهم إلى الحج أو "مصر" أو "فلسطين"؛ وهذا ما دفع بالحاجة في البداية إلى إنشاء أسواق لخدمة الحجيج ومن ثم إنشاء الدور السكنية، وقد لعبت أسواق الميدان دوراً مهماً في النشاط الاقتصادي لـ"دمشق"».

ويتابع: «كان من أهم أسواق الميدان "سوق تجارة الحبوب" الذي يمتد على طول شارع الميدان من بوابة الله (بوابة الميدان) وحتى "باب مصلى"، وحالياً يشغل سوق "أبو حبل" جزءاً منه، ويحتل معظم محال الشارع، وكانت المحال المختصة بهذا النوع من التجارة تسمى "البايكة"، وكانت "البوايك" تمثل السمة الأساسية لهذا الشارع، لكن السوق بدأ يفقد أهميته منذ مطلع التسعينيات من القرن العشرين، ولا سيما بعد أن وضعت الدولة يدها على تجارة القمح وتحولت "البوايك" إلى مهن مختلفة، فتحول بعضها إلى متاجر متنوعة، وبعضها الآخر إلى مطاعم ومحال صنع وبيع الحلويات، وتحول عدد قليل منها إلى صالات للمناسبات الأفراح والتعازي».

كتاب حي الميدان الدمشقي