معاناة يومية نعيشها مع حافلات النقل العامة التي غدت الوسيلة الأكثر استخداماً من قبل الناس، فما الذي يحكم العلاقة بين السائق والراكب؟ وما الذي يدفع الناس لتجاوز قواعد وأخلاقيات الركوب بالحافلات؟

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3 آب 2015، عدداً من الأشخاص الذين تحدثوا عن معاناتهم؛ منهم "رامي جمول" موظف قال: «لا يمكننا اعتبار مشكلة النقل جديدة فهي موجودة من زمن بعيد، ومع صعوبة الظروف التي نعيشها نتيجة الأزمة التي يمر بها القطر فقد خرجت الكثير من الحافلات من العمل، إضافة إلى عدم توافر الوقود دائماً، وهذا جعل مشكلة الازدحام واضحة والناس يعانون من الانتظار الطويل، وهنا كان لا بد لنا كمواطنين من البحث عن حلول بديلة تخفف من أعباء هذه المشكلة؛ فأنا شخصياً غدوت أذهب مشياً إلى عملي أو لقضاء بعض أعمالي؛ وهذا وفر كثيراً علي من الوقت».

لم تقتصر المشكلة فقط على قلة حافلات النقل وانتظارنا لوقت طويل، بل أصبحنا نفتقد إلى الكثير من آداب ركوب الحافلات؛ كعدم احترام الآخرين ومساعدتهم، وهذا شيء يتنافى مع عاداتنا الشرقية، أدعو الجميع إلى العودة للتمسك بقيمنا وعاداتنا، ولا بد من التعاون معاً سعياً منا جميعاً لإيجاد حلول بديلة لأزمة النقل في ظل الظروف التي تمر بها البلاد

بدورها المدرسة "صفاء مناقلي" قالت: «لم تقتصر المشكلة فقط على قلة حافلات النقل وانتظارنا لوقت طويل، بل أصبحنا نفتقد إلى الكثير من آداب ركوب الحافلات؛ كعدم احترام الآخرين ومساعدتهم، وهذا شيء يتنافى مع عاداتنا الشرقية، أدعو الجميع إلى العودة للتمسك بقيمنا وعاداتنا، ولا بد من التعاون معاً سعياً منا جميعاً لإيجاد حلول بديلة لأزمة النقل في ظل الظروف التي تمر بها البلاد».

عدنان عباس

وتقول العاملة "فايزة ميهوب": «أغلب الأحيان أجد نتيجة الازدحام الموجود داخل الحافلة أنه لا بد من إفساح المجال لرجل أو امرأة عجوز من الصعود أمامي أو الجلوس مكاني، لكن لا يرحب دائماً بمبادرتي هذه، كذلك الحال عندما نستقل "السرفيس" نحاول التعامل بلباقة مع السائق لأنه يحاول السعي لركوب عدد أكبر من الركاب حتى لو كان جلوسهم بطريقة لا تليق بهم، لكن للأسف لم نعد نجد أحداً يحترم الآخر، فالمواطن لا يحترم غيره، والسائق لا يتوانى عن تزويدنا بألفاظه التي تتجاوز حدود اللباقة الاجتماعية، وعبركم أود توجيه دعوة للجميع بضرورة احترام بعضنا بعضاً، إضافة إلى ندوات نوعية تحت عنوان: آداب الركوب بالحافلات تتعلق بالمواطن والسائق».

أما العاملة "فتاة محمد" فقالت: «نتيجة الازدحام الذي نراه كثيراً في حافلات النقل، إضافة إلى حالة الفوضى الموجودة داخل الحافلة من أصوات مرتفعة وغيرها، ما كان مني إلا أن اشتريت دراجة هوائية وأصبحت هي وسيلة تنقلي ليس للعمل فقط وإنما لقضاء أغلب حاجاتي، وبذلك وفرت على نفسي عناء الحافلات، وما أود التأكيد عليه هو ضرورة التقيد بآداب التصرف داخل حافلات النقل حيث كل شخص هو صورة عن تربيته الخاصة، ولا بد من التأكيد على ضرورة التوعية من قبل وسائل الإعلام لقواعد الركوب بالحافلات والالتزام بأخلاقياتها».

رامي جمول

أما عن حل مشكلة حافلات النقل والعلاقة التي تحكم السائق والمواطن، فيقول الحقوقي "خالد التركماني": «يقاس تقدّم وتطوّر الدول بتقدّم وسائط النقل فيها، ولا بد أن يقوم النقل الداخلي على مجموعة أسس تجعل منه متطوراً؛ "إقامة دورات تثقيفيّة لسائقي النقل تتضمّن كيفيّة احترام المواطن عند استعماله وسائط النقل، ارتداء اللباس المخصص"، وكذلك تحلي المواطن بالأخلاق الجيدة عند ركوبه وسيلة النقل العامة، وعدم التحدث مع السائق أو مع الآخرين إلا للضرورة بصوت منخفض، وإن عدم توافر الأسس المذكورة يرجع إلى عدم قيام وسائل الإعلام، والجهات المختصة بإجراء التوعية الثقافية المطلوبة للمواطنين التي تبيّن أهميّة وسائل النقل، وأهمية الثقافة المجتمعيّة التي تخص الموضوع ذاته، ولا بد من التأكيد أيضاً على دور المنظمات الشعبية والجمعيات الأهلية بتوعية المواطن بآداب الركوب بالحافلات، والعلاقة بين الركاب والسائق والعكس، وذلك من خلال برنامج التوعية الذي يتضمن الندوات والبروشورات، ويؤكد "محمد عدنان العباس" أن هذه الحافلات وجدت لخدمتنا؛ لذلك لا بد من نشر الوعي بين الكبار قبل الصغار، وأن يتحمل كل فرد منا مسؤوليته تجاه تصرفاته داخل الحافلة، وتتمنى "فايزة ميهوب" أن يكون لجانب النقل الداخلي شركات خاصة تؤمن وسائط نقل وتساهم بحل مشكلة الازدحام، وربما وجدنا في المدة الأخيرة من شهر تموز رفد بعض خطوط النقل الداخلي بعدد من الحافلات الجديدة التي ربما تساهم مؤقتاً بحل أزمة النقل، وبرأيي ستعود المشكلة من جديد مع عودة المدارس والجامعات».

صفاء مناقلي