"من الأحياء الدمشقية العريقة، يقع في قلب العاصمة ويعد صلة وصل بين الكثير من الأحياء والشوارع المهمة، إضافة إلى وجود بعض المعالم الدينية من جوامع وكنائس تدل على التآلف الاجتماعي بين سكان الحي الواحد.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 31 تشرين الأول 2014، السيد "محمد علي قويدر" أحد سكان حي "المجتهد" القدامى الذي يبلغ من العمر 90 عاماً، فحدثنا في البداية عن أهمية الحي من حيث موقعه قائلاً: «يعد حي "المجتهد" من الأحياء الدمشقية المهمة في قلب العاصمة "دمشق"، باعتباره صلة وصل وعقدة مواصلات بين الكثير من الأحياء الدمشقية والشوارع المهمة والرئيسة، حيث يحده من الشرق منطقة "الميدان" وصولاً إلى طريق "درعا" مدخل "دمشق" الجنوبي، أما من الغرب فتقع بساتين منطقة "كفرسوسة" حتى أوتوستراد "درعا" الحديث، وجنوباً امتداد جسر المتحلق، وشمالاً يمتد من شارع "خالد بن الوليد" إلى منطقة "باب مصلى"، وقد كانت المنطقة سابقاً عبارة عن بساتين؛ كبستان "الفوال" الذي يأخذ حيزاً كبيراً في المنطقة، وبستان "الأنقر"، وبستان صغير "لآل العابد، والحلالة، والبيروتي"، كما كانت تتواجد قديماً عدة سواقٍ حيث تتم حولها معظم نزهات سكان المنطقة للتمتع بالأشجار المثمرة من مشمش وجوز، وقد قامت "فرنسا" عام 1940 بفتح شارع "المجتهد" بطريق ترابي تسهيلاً لأعمالها العسكرية ووصولها إلى المحافظات الجنوبية، وكان أول من وضع حجر في المنطقة هو "عبد الرحمن المنصور" الذي قام ببناء جامع المنصور عام 1950، وقد تم ضم معمل صابون مجاور للجامع لتوسيعه وتجديده عام 1960، وقد كنت من الذين ساهموا ببنائه، كما توجد مستشفى "المجتهد" وبنيت عام 1950 على أرض تعود ملكيتها لأل "فريحة"».

المنطقة مخدمة بالماء والكهرباء وكافة الخدمات الأخرى، كما تهتم الدولة بكافة الخطط الخدمية فيها، ويبلغ عدد سكانها الأصليين نحو 50 ألف نسمة

وعن الجادات والأزقة المتواجدة في الحي، يضيف: «توجد بالمنطقة عدة جادات، مثل: "جادة معن بن يزيد" وهو صحابي شهد فتح "دمشق"، واستشهد عام 64 هجرية، و"جادة سعيد سوسان" وهو من شهداء الثورة السورية الكبرى، وهو من أبناء حي "الميدان"، استشهد عام 1925، وجادة "الفوال" نسبة لآل "الفوال"، وكانت الكنيسة الوحيدة في المنطقة هي كنيسة الروم الكاثوليك الملكية التي يعود تاريخها إلى 1820م، ولكنها متوقفة عن العمل منذ 25 سنة، وجادة "سعيد الأنصاري" وهو من أئمة الأدب، توفي عام 214 هجري، وفيها جامع "خيرو ياسين" الذي تم بناؤه على روح "عبدالله الجزائري" 1417هجري، 1997م، وهناك جادة "مكحول الدمشقي" وهو من علماء المسلمين توفي 112 هجري، ويوجد فيها جامع "رجال الزاويا" الأثري القديم 777 هجري، 1357م».

جادة الفوال

أما السيد "محمد توفيق القدسي" من سكان حي "المجتهد" فحدثنا بالقول: ‹‹لا يزال الحي محافظاً على عاداته وتقاليده وخاصةً الجانب الديني منها، فنجد استقبالات النساء ضمن الأسبوع الذي يخلو من الرجال، وكذلك تتواجد المضافات التي يرتادها الرجال لتبادل الأحاديث وحل الخلافات والنزاعات بين أهالي الحي والأحياء المجاورة، أما المهن التي كانت وما زالت في المنطقة فهي تجارة الحبوب كالعدس والقمح، وكانت توجد تجارة الأغنام "البوايك"، والمطابخ الدمشقية المشهورة بكل ما لذ وطاب، ويعد "سوق الجزماتية" الأقرب إلى المنطقة، وهو يلبي حاجات سكانها، كما يوجد فرن في زقاق "الموصلي"، وكان في المنطقة مخفر شرطة سابقاً».

ولمعرفة الجانب الخدمي في الحي، كان لنا لقاء مع مختار حي "المجتهد والميدان" السيد " فؤاد حماصنة"، الذي حدثنا قائلاً: «تتمتع المنطقة بالتعايش السكاني والتآلف الواضح بين كافة المكونات الاجتماعية، ويتصف أهلها بالمروءة والكرم، وتحتوي المنطقة أبنية عديدة ضمن شريحة بستان "الفوال"، ومنازل عربية تتمتع بالبيئة الدمشقية المعروفة بالتراث ضمن أزقتها، ومنها أزقة "الموصلي، المحمص، العسكري، الجامع"، وكذلك حارة "قويق"، وتوجد في المنطقة عدة محال تجارية موزعة تلبي حاجات أهالي المنطقة، كما تحوي المنطقة عدة مدارس، منها: "ثانوية بهجت البيطار، ثانوية علي حماد للفنون النسوية، إعدادية نائلة الوفية، إعدادية عزة الحصرية، مصطفى جويد للتعليم الأساسي، أما الجمعيات التي في المنطقة، فهناك "جمعية رعاية المكفوفين، وجمعية السكن والاصطياف، جمعية 8 آذار، والربيع السكنية"، ويوجد مستوصف 8 آذار الطبي، ومستشفى المجتهد "المستشفى الوطني"، وتتميز المنطقة بوجود مجموعة من الشخصيات من علماء وأدباء ومثقفين كالشيخ "حسن حبنكة"؛ وهو عالم جليل بالمجمع الإسلامي، ومؤلف كتب مدرسية كالأستاذ "عادل حماصنة"».

علي عبد القادر

وختم بالقول: «المنطقة مخدمة بالماء والكهرباء وكافة الخدمات الأخرى، كما تهتم الدولة بكافة الخطط الخدمية فيها، ويبلغ عدد سكانها الأصليين نحو 50 ألف نسمة».

صورة جوية لحي المجتهد