لا بد لأي زائر يريد أن ينام في فندق أو يأكل في مطاعم "دمشق" الشعبية البسيطة، أن يتوجه إلى حي "السنجقدار" الذي يتوسط العاصمة؛ وهو الطريق الوحيد من ساحة "المرجة" إلى "الحميدية"، يتفرد بمحاله التي تبيع الفواكه المجففة، وتنتشر فيه الفنادق بكثرة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 27 تشرين الأول 2014، "عادل السلامة" أحد زوار المنطقة الذي قال: «تتوسط منطقة "السنجقدار" العاصمة، وتتميز بأبنيتها، وحركتها التجارية النشطة، ولا بد لكل من يريد أن يذهب إلى سوق الحميدية أن يمر بزقاق أو سوق "السنجقدار"، وتنتشر في المنطقة عشرات الفنادق والمطاعم، ويشتهر السوق الموجود في الشارع بدكاكينه الكثيرة الواسعة أحياناً، والضيقة في أماكن أخرى، هو مقصد الباحثين عن الحلويات الدمشقية المجففة الشهيرة، كما تتواجد محال تبيع الشرقيات، والتراثيات كالنحاسيات والزجاجيات، والفخاريات».

تعد المنطقة صلة وصل بين "الحميدية"، وأسواق العاصمة مثل "الصالحية والشعلان"، وتتيمز بفنادقها الكثيرة المنتشرة خصوصاً جانب السوق، ويرتادها الكثيرون من المناطق البعيدة في العاصمة لتواجد محال بيع الأحذية بكثرة هنا، كما تزدحم المنطقة كثيراً في ساعات الظهر، فأغلب أبناء الريف يزرورنها للتبضع

ويذكر الدكتور "قتيبة الشهابي" في كتابه "معجم دمشق التاريخي: «"السنجقدار" تعني من يحمل الراية خلف السلطان أو الأمير، ومن هنا جاءت تسمية المنطقة، وهي مركبة من لفظين: "السنجق"، وهي تسمية تركية بمعنى العلم أو الراية أو الرمح، و"دار" وتعني "مُمسكاً" أو "حاملاً"، والمعنى العام "حامل الراية"، وأطلق عليه الاسم من خلال محمل الحج الدمشقي؛ إذ كانت الراية تحمل إلى جانب المحمل عند خروج الناس لأداء فريضة الحج أثناء فترة الاحتلال العثماني في تقاليد معروفة يشرف عليها والي "دمشق" العثماني».

باتجاه ساحة المرجة

"خلدون المطري" أشهر بائعي منطقة "السنجقدار" تحدث لنا عنها قائلاً: «شهدت منطقة "السنجقدار" انطلاق خط "الترامواي" (الترام) في العاصمة، وكان الخط يصل بين ساحة "المرجة"، وحي "الميدان"، وفي أوائل القرن العشرين تعرض القسم الجنوبي من السوق لحريق كبير، وهو ما أدى إلى تدمير الكثير من أبنيته وفنادقه، فأعيد تنظيم هذا القسم وشقت طرق جديدة فيه وأطلق عليه اسم شارع "الفرات"، وليس هنالك عادات تميز قاطني المنطقة عن سواهم في العاصمة "دمشق"، وأغلب المتواجدين يعملون في التجارة، فبعضهم يقومون بشراء الفواكه ويقومون بتجفيفها وبيعها في محالهم، وبعضهم الآخر توارثوا صناعة الحلويات من الأجداد، ومنهم من يبيع الأدوات المنزلية النحاسية منذ عشرات السنين».

لفت انتباهنا العدد الكبير للمحال المنتشرة في الشارع؛ الأمر الذي فسره لنا "أبو هشام" بالقول: «يحد "السنجقدار" من الجنوب جامع "السنجقدار" و"جسر الثورة"، ويحدها شمالاً جامع "الشامية"، وتضم ومن الغرب "ساحة المرجة"، وسوق "القرماني"، ومن الشرق سوق "السروجية"، ويصل عدد محال المنطقة إلى 200 محل تتخصص في معظمها بالحلويات المجففة، مع وجود محال لبيع الألبسة والحقائب، وخصوصاً في الجهة المقابلة للقلعة، ولا تزال الفنادق تنتشر بكثرة في "السنجقدار" وتستقطب الزبائن متوسطي الحال، والفقراء، لأن أسعار المبيت فيها رخيصة، ولا تخضع للتصنيف السياحي، ويعود معظم هذه الفنادق إلى تاريخ تأسيس السوق أي قبل نحو مئة عام تقريباً، والكثير منها ما زال قائماً ومنها "سنترال"، و"دار السرور"، وهناك "قصر رغدان"، و"الفندق الأموي"، و"قصر عابدين الكبير"، و"الاتحاد العربي"، وغيرها، كما تحتوي المنطقة على عدد كبير من الأبنية التاريخية، ولا سيما الحمامات، ومنها حمام "الراس" الذي بني عام 1564، وحمام "الناصري"، وحمام "رامي"، ولا يزال جامع "السنجقدار" أبرز معالم المنطقة».

نهاية الشارع من جهة الحميدية

"محمد عاصي" صاحب محل لبيع الحلويات يقول: «تعد المنطقة صلة وصل بين "الحميدية"، وأسواق العاصمة مثل "الصالحية والشعلان"، وتتيمز بفنادقها الكثيرة المنتشرة خصوصاً جانب السوق، ويرتادها الكثيرون من المناطق البعيدة في العاصمة لتواجد محال بيع الأحذية بكثرة هنا، كما تزدحم المنطقة كثيراً في ساعات الظهر، فأغلب أبناء الريف يزرورنها للتبضع».

يذكر أن الحي خالِ تماماً من السكن، فهو -كما أسلفنا- حي تجاري وخدمي بحت.

خريطة المنطقة