تضم قبوراً للكثيرين من العظماء والمشاهير، وتعد أنموذجاً للطراز المعماري الأيوبي، لم يبق منها سوى قوس الإيوان والمحراب، ولكن تاريخها الطافح بالأحداث وتاريخ الشخصيات المدفونة فيها جعلاها قبلة الباحثين.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 23 تموز 2014، الباحث الآثاري "عقبة نظام الدين" الذي تحدث عن المدرسة "العزيزية"، ويقول: «من المواقع الأثرية المهمة في "دمشق القديمة"، بناها الملك "العزيز بن صلاح الدين الأيوبي"، تتألف من باحة وقاعة ومدخلين، وفي الباحة بركة بيضوية، أما القاعة فهي مربعة الشكل ومغطاة بقبة محززة، كما أن الزوايا الأربع الحاملة للقبة مكسوة بالقيشاني، ولم يبق من البناء الأصلي سوى قوس الإيوان والمحراب، وتضم القاعة قبر السلطان "صلاح الدين الأيوبي"، وقد رممت للمرة الأولى عام 1627 ميلادي، وتم تجديدها مرة ثانية مع عملية ترميم "الجامع الأموي" التي انتهت عام 1994، كما شهد المكان أعمال ترميم وإصلاح في عام 2008 بمناسبة اختيار "دمشق" عاصمة للثقافة العربية».

مؤسس المدرسة هو الملك "الأفضل بن صلاح الدين" وهو شقيق "العزيز" الذي كان حاكم "مصر"، وبدراسة تفصيلية حول هذا الأمر تبين أن "الأفضل" بنى القبة لتكون تربة لأبيه، ونقل إليها قبر "صلاح الدين" من قلعة "دمشق" بعد عامين من وفاته، وقام "العزيز" ببناء المدرسة بجوار الضريح وأتمها في عام 1196 ميلادي الموافق 592 هجري

ويتابع: «بنى المكان لدفن الشخصيات التاريخية العظيمة، ويأتي في مقدمتها ضريح "صلاح الدين الأيوبي"، كما تضم حديقة الضريح خمسة قبور: الأول للشهيد الدكتور "عبد الرحمن الشهبندر"، وهو مناضل سوري شارك في الثورة العربية ضد الأتراك عام 1916، وتسلم وزارة الخارجية في عهد الملك "فيصل"، والقبر الثاني لـ"ياسين الهاشمي" الذي تولى رئاسة الوزارة العراقية مرتين؛ الأولى عام 1924، والثانية عام 1935، وقبور الثلاثة الآخرين هي لأوائل الطيارين الذين هبطوا في "دمشق" في كانون الثاني 1914، وهم: "صادق بك"، و"فتحي بك" اللذان كانا من المفترض أن يكملا رحلتهما إلى "فلسطين" فـ"القاهرة"، لكن الطائرة سقطت قرب "طبرية" وتقرر نقل جثمانيهما إلى "إسطنبول" وبعد وصولهما إلى "دمشق" فضل أهلها دفن رواد الطيران في أرضهم، والقبر الثالث لـ"نوري بك" الذي سقطت طائرته في "يافا" ونقل جثمانه إلى "دمشق" ودفن إلى جانب زميليه».

قبر "صلاح الدين الأيوبي"

أما الدكتور "قتيبة الشهابي" في كتاباته عن المدرسة فيقول: ‏«مؤسس المدرسة هو الملك "الأفضل بن صلاح الدين" وهو شقيق "العزيز" الذي كان حاكم "مصر"، وبدراسة تفصيلية حول هذا الأمر تبين أن "الأفضل" بنى القبة لتكون تربة لأبيه، ونقل إليها قبر "صلاح الدين" من قلعة "دمشق" بعد عامين من وفاته، وقام "العزيز" ببناء المدرسة بجوار الضريح وأتمها في عام 1196 ميلادي الموافق 592 هجري».

ويضيف: «عندما دخل الملك "العزيز عثمان بن صلاح الدين" "دمشق" سنة 593 هجرية أمر ببناء المدرسة "العزيزية" إلى الشرق من القبة، واتصلت بذلك المدرسة بقبة "صلاح الدين" حتى صارت وكأنها تابعة للمدرسة، وفي سنة 1137 هجرية كسيت جدران التربة بالقيشاني الأزرق، وقد تعرض قسم من هذه المدرسة للتخريب، وفي أوائل القرن العشرين أمر والي "دمشق" التركي "ضيا باشا" بجعل المدرسة المهدمة حديقة وضمها إلى مدفن "صلاح الدين"، والخلاصة أن "الأفضل" بنى التربة سنة 592 هجرية، و"العزيز" بنى المدرسة سنة 593 هجرية».

سور المدرسة الخلفي

يشار إلى أن المدرسة "العزيزية" تقع في الزاوية الشمالية الغربية من الجامع "الأموي" إلى الجنوب من المدرسة "الظاهرية"، وغربي المدرسة "الجقمقية" في شارع "الكلاسة" بمحلة "باب البريد".

داخل المدرسة