"الترامواي" كان إحدى الوسائل القديمة التي يتنقل بها أهالي "دمشق"، وكانت تعوضهم عن وسائل النقل الأخرى غير المتوافرة في فترة من القرن العشرين.

موقع "eDamascus" بتاريخ 5/1/2012 التقى السيدة "نهى الشعراني" معمرة دمشقية من "القصاع" لتحدثنا عن ذكرياتها مع وسيلة النقل الدمشقية القديمة "ترامواي"، فتقول: «كان "الترامواي" من أهم الوسائل المتواجدة في "دمشق" المدينة في فترة من الفترات من القرن الماضي، حيث كنّا نتنقل بها من "القصاع" إلى حي "المهاجرين" و"الميدان" لنزور أقاربنا وأصدقائنا، وغالباً كنّا نشاهد "الصبيان" الشباب يتعلقون بها ويحاولون اللعب أو التنقل بها خوفاً من دفع الأجرة، فقد شاهدت "الترامواي" في السنوات الأخيرة من عمرها بعد أن أصبح امتلاك السيارات لدى الدمشقيين واسعاً».

كان "الترامواي" من أهم الوسائل المتواجدة في "دمشق" المدينة في فترة من الفترات من القرن الماضي، حيث كنّا نتنقل بها من "القصاع" إلى حي "المهاجرين" و"الميدان" لنزور أقاربنا وأصدقائنا، وغالباً كنّا نشاهد "الصبيان" الشباب يتعلقون بها ويحاولون اللعب أو التنقل بها خوفاً من دفع الأجرة، فقد شاهدت "الترامواي" في السنوات الأخيرة من عمرها بعد أن أصبح امتلاك السيارات لدى الدمشقيين واسعاً

ويقول الأستاذ "منير كيال" باحث في تراث "دمشق" متحدثاً عن وسيلة النقل "ترامواي": «لم تكن "دمشق" في أواسط العقد الرابع من القرن العشرين قد عرفت انتشار السيارات أو التنقل بها إلا على نطاق ضيق، والذين يملكون سيارة كانوا يعدّون على الأصابع، وكان لهم القيام بعرضها في مطلع فصل الربيع على طريق "دمشق- الربوة"، وهم يتباهون بسياراتهم وهم يمرون بها أمام الناس الذين وقفوا على جانبي الطريق للفرجة.

ترامواي دمشق

وقد حدثنا صديقنا الدكتور "شكيب الجابري" رحمه الله وكان من القلة الذين يحوزون سيارة، أنه أنجد رئيس البلاد صباح أحد الأيام بسبب تعطل سيارة الرئيس آنذاك، يومها كان الموسرون يعتمدون على الحناطير المغلقة "لندنية" أو المكشوفة في تنقلهم ومنهم من اتخذ السوائم لهذا الغرض، والشريحة الكبرى من الناس اعتمدت الترام "ترامواي" بديلاً من هذه الوسائل الآنفة الذكر، وذلك إذا لم يتوافر لهم وسيلة أخرى».

ويضيف متحدثاً عن أماكن مرور الترامواي بها في "دمشق" المدينة، فيقول: «لقد وفّر هذا الترام على الناس عبئاً كبيراً من هموم تنقلهم في المدينة، فقد وفر المواصلات إلى "بوابة الله" بحي "الميدان"، وإلى حي "الشيخ محيي الدين" وإلى حي "المهاجرين" و"القصاع"، بل إلى بلدة "دوما" بريف "دمشق" ولاتزال صورة الفتيان ماثلة في الذاكرة يوم كانوا يتعلقون بالترام، وكيف كان الشرر يتطاير من حدوة أحذيتهم لدى إسراع الترام ويكون الحذاء ملامساً للسكة التي يسير عليها الترام، يومها كان ثمن الحذاء باهظاً، والأب يجعل في أسفل وكعب حذاء ابنه حدوة (قطعة من الحديد)، تساعد على استقامة الحذاء مدة اطول في قدمي الولد».

في ساحة المرجة

أما عن الصور المتعلقة في ذهنه بهذا الخصوص، فيقول: «من الصور المتعلقة بالترام في تلك الأيام اعتقاد بعض التلاميذ بأنه إذا جمع سقط بري قلم الرصاص ووضع على سكة الترام ومرّ ذلك الترام فوقها سينجم عنها ممحاة جيدة، والمسمار إذا مرّ عليه الترام سيتحول إلى سكين حاد.

وكيف كان يحلو لبعض الاطفال والفتيان الركوب في الترام، وعدم دفع أجرة الركوب، حتى إذا فاجأهم الكمساري "الجابي" يتحايلون عليه ويهربون فلا يدفعون أجر الركوب، وكيف يعمدون إلى شدّ سنكة الترام المتصلة بأشرطة الكهرباء التي تمد الترام بالقدرة فيتوقف الترام ويهرب الفتيان الراكبون بلا أجر، وهم يتصايحون على سائق الترام بقوله "دوّر السنكة وارجاع وشعيل الضوّ الوراني"».