أمرٌ جيد امتاز به الإنسان في بلدنا وهو أن يعرف كيف يتلقى كرم الطبيعة فيحسن استغلاله بما يعود عليه من خير وفائدة في شتى مجالات الحياة، ومما تجود به أشجار الغابات المختلفة "الصمغ العربي" الذي يحتل مكانة مرموقة لدخوله في أغلب الصناعات على المستوى العالمي من ناحية إنتاجه أو خواصه أو فوائده.

موقع eSyria بتاريخ 11/7/2009، التقى الشاب "لؤي الحفار" المتخصص في بيع "الصمغ العربي" في سوق "مدحت باشا"، والذي أخبرنا عن الصمغ وأنواعه قائلاً: «تنتج الصموغ العربية من أنواع عديدة من الأشجار، خاصةً تلك التي تعيش وتنمو في غابات المناطق المدارية، وتعد "السودان" الدولة الأولى في العالم بإنتاجه وتصديره».

إن مجالات استخدام الصمغ العربي، تكاد لا تعد ولا تحصى خاصةً في الصناعة، حيث يستعمله البعض في صناعة الخيوط والأقمشة ليضفي عليها اللمعة ويقويها

وأضاف: «تكثر وتتنوع أصناف الصمغ وتتعدد مسمياته، كما تختلف ألوانه وأشكاله عن بعضها البعض، فالصمغ العربي هو ما تفرزه الأشجار بعد نضوجها على شكل كتل جامدة صفراء اللون إلى شفافة تنحل وتذوب في الماء، هذا الصمغ الأشهر على الإطلاق ويؤخذ من شجر "الآكاسيا" التي تكثر في السودان، وهو معرف بمنفعته في تخفيف احتقان الصدر بعد أن يذوب ويغلى في الماء، وبعضهم يضيف إلى الصمغ العربي بياض بيضة وقطرات ماء زهر فيصبح مادة مرهمية تستخدم كواقي شمسي».

الشاب "لؤي الحفار"

وعن أنواع الصموغ قال: «عندنا في "سورية" وفي حوض البحر المتوسط تستخرج الصموغ من أشجار مختلفة مثل شجر الفستق الحلبي، وشجر "البطم"، المتواجد في غابات الساحل السوري بكثرة، حيث يوجد على جذوعها مفرزات الصمغ الزيتية التي تفرز من لحاء الأشجار، والنوع الأول منه يسمى "صمغ اللَّك" الذي يستعمل في الصناعة كمادة لاصقة للأوراق والمغلفات والرسائل، وكذلك تلمع به المفروشات والموبيليا الخشبية، أما النوع الثاني فهو صمغ "العلك الخام" الذي يتم الحصول عليه يدوياً من تجريح لحاء أشجار "الأبنوس"، هذا الأخير يطبخ في أوعية معدنية على النار مع التحريك المتواصل، ثم يرفع بعد ذلك عن النار ويسكب في قوالب خشبية مطلية من الداخل بالماء والزيت حتى لا تلتصق، وتترك حتى تبرد ليصبح مادة "العلك" الخام الذي يستخدم في الصناعة، ويستحصل على أنواع أخرى من الصموغ من بعض النباتات مثل نبات "الصبر"، أو نبات "الشيان" وهو نبات عشبي ينبت في اليمن، هذا النبات صمغه عبارة عن كتل صمغية صبغية حمراء توصف كمضادٍ للنزف، في حين هناك بعض الأشخاص الذين يصنعون مشروباً من الصمغ يؤمنون بمنفعته، فهذا المشروب يصنع عندما تحل كمية من الصمغ في الماء الحار، ثم يحرك حتى تذوب الكتل الصمغية ويحلّى بالسكر أو العسل، وبعض أنواع الصموغ تستعمل كبخور ومعطر للجو».

وختم بقوله: «إن مجالات استخدام الصمغ العربي، تكاد لا تعد ولا تحصى خاصةً في الصناعة، حيث يستعمله البعض في صناعة الخيوط والأقمشة ليضفي عليها اللمعة ويقويها».

كتل صمغ "اللك"

السيد "محمد حواره" قال: «أنا أعمل نجار موبيليا، لذلك أشتري الصمغ الخام من أجل استخدامه كمادة لاصقة وملمعة للأبواب والخزانات، وكوني أحتاج إلى كميات كبيرة من هذا الصمغ في عملي، أحوله إلى مادة غروية تلزمني في عملي كما قلت سابقاً».

أما السيد "وديع صلاح" فقال: «أملك مشغلاً لصناعة المواد المنزلية البلاستيكية، لذلك أشتري الصمغ لأنه يدخل في التركيبة الصناعية لهذه المواد، وللعلم أغلب هذه الصناعات لا يمكن أن تنجح دون دخول الصمغ فيها».

شجرة "البطم"