أيام الصيف الحارة، ودرجات الحرارة المرتفعة، تدفع الناس إلى تناول المرطبات الباردة المنعشة، علها تخفف الحرّ الشديد الذي يبدي الجميع الانزعاج منه، وحالياً تمتلئ الأسواق بالمرطبات من مختلف الأشكال والأصناف والنكهات، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، كيف كان أهلنا وأجدادنا قديماً يخففون من وهج الحرّ الشديد؟.

سؤالنا توجهنا به إلى سكان دمشق القديمة وتحديداً سوق "الشاغور" القديم بتاريخ 9/7/2009، فكانت أول الإجابات شراب "الليمونية"؛ وهي التي تسمى حالياً "الليمون الجامد"، الشاب "محمود قاعاتي" صاحب محل لبيع الليمونية فقط، أخبرنا المزيد عنها قائلاً: «نبيع شراب "الليمونية" الذي يقبل عليه الناس أيام الصيف، لأنه يبرِّد الجسم ويقلل من درجة حرارته، وهو عبارة عن ثلج غير متجمد بطعم الليمون المركّز الحلو، وهذا الشراب كان يصنع منذ ما يقارب 100عام».

أحب الليمون الجامد جداً، فأنا أشتري في كل يوم كأسين منه واحدة في الصباح وواحدة في المساء

عن طريقة إعداده أضاف: «نبدأ أولاً بعملية تحضير شراب الليمون المكثف بعد غسل حبات الليمون والبرتقال، وتكون كمية البرتقال أقل من الليمون، وفي الخطوة الثانية يتم تقطيع الليمون والبرتقال إلى مكعبات صغير، ثم نرش عليها السكر ونتركها بعض الوقت حتى يذوب عليها، وبعد ذلك "نهرس" الليمون والبرتقال بقشره عبر مصفاة ينزل من خلالها خلاصة الليمون المحلّى إلى وعاء كبير، ثم نسكب هذا الليمون في الآلة التي هي عبارة عن مجمدة فيها حوض من "الستالس ستيل"، هذا الحوض نديره بسرعة بعد أن نضيف إليه الماء النظيف، إلى أن تبدأ ذرات الماء بالتجمد البسيط، ثم نقوم بإضافة عصير الليمون الذي قمنا بإعداده سابقاً، فيكتسب الماء المثلج لون وطعم الليمون مع استمرار الآلة بالدوران، ويصبح جاهزاً للأكل بعد سكبه بملعقة خاصة مسطحة في كؤوس، وللعلم أني لا استعمل نكهات غير الليمون كون شراب "الليمونية" هكذا كان وما زال حتى الآن، ويفيد "الليمون المجمد" في إنعاش وتلطيف الجسم، والليمون إذا عصر مع قشره بعد تنظيفه أفضل، كما أنه يعطي نكهة أطيب من عصر اللب فقط».

الشاب "محمود قاعاتي"

وعن طريقة صنعه قبل ظهور الآلة قديماً قال: «في القديم كان أجدادنا يقومون بإعداده تقريباً بنفس الطريقة، من ناحية "هرسه" باليد لكن كانوا يضيفون إليه القليل من الملح الصخري وذلك من أجل تماسك الخليط، ثم يضعونه في قوالب خشبية تدوَّر باليد حتى يبرد ويتكاثف الشراب، وبعد دخول الكهرباء وظهور صناعة ألواح الثلج النظيفة، بعض البائعين يقومون باستعمال آلة صغيرة يدوية لها شفرات حديدية تقوم "ببرش" الثلج في كؤوس ويصبون فوقها عصير الليمون المكثف، إلى أن تم صنع الآلة المجمدة التي تدور آلياً كما نراها، وقد قامت هذه الآلة بتسهيل صناعة "الليمونية" أكثر من ذي قبل».

وعن أسعار كؤوس "الليمونية" يقول: «نبيع شراب "الليمونية" في كأس بـ 10، أو 15 أو 20 ليرة سورية، وسعر الكيلو الواحد 80 ل.س، وبالنسبة لطلبه فهو مطلوب من كل الناس بمختلف أعمارهم وشرائحهم».

مجمدة الليمون

السيد "معتز طالب" قال: «أشتري شراب "الليمون المجمد" في الجو الحار، لأنه يبرِّد الجسم وينعشه، فهو برأيي أفضل من المشروبات الغازية التي كثر الكلام عن مضارها».

الطفل "لؤي الحميد" قال: «أحب الليمون الجامد جداً، فأنا أشتري في كل يوم كأسين منه واحدة في الصباح وواحدة في المساء».