المعهد العالي للموسيقا
أحد أرقى المؤسسات الثقافية في سورية
حققت الموسيقى الجادة في سورية انتصاراً إبداعياً لافتاً بافتتاح المعهد العالي للموسيقا بعد أن صدر قانون إحداثه بالمرسوم التشريعي رقم "82" لعام 1990 فانتعشت من خلاله آمال الطلاب السوريين بأن يدرسواالموسيقا في بلادهم بعد أن كانوا يتكبدون عناء السفر والتعب الى الخارج.
وفي ذات السنة تم تنظيم اللوائح الداخلية للمعهد إعتماداً على الخبرة العالية وعلى أصول التدريس الموسيقي في الأكاديميات العليا في دول العالم المتقدمة ومن هنا كان همّ المايسترو "صلحي الوادي" الذي كلف بعمادة هذا المعهد منذ تأسيسه والإرتقاء بمستوى الموسيقا السورية والموسيقيين السوريين و تطوير هذا الفن الراقي اعتماداً على النهضة الهامة التي تأكدت في هذا المجال في مختلف الأماكن في العالم .
وقامت إدارة المعهد باستقدام خبرات موسيقية هامة الى المعهد من الخارج بهدف التأسيس لمنهج أكاديمي ثابت .
لم يبتعد المعهد عن روح الموسيقا العربية والشرقية وذلك بتأكيده على تدريس العود والقانون والبزق والإيقاع والغناء العربي الأصيل وتطوير دراسة هذه الآلات انطلاقاً من جوهر تطوير الموسيقا الشرقية .
افتتح قسم للغناء عام 1991 والذي جاء مطلباً حيوياً لأصوات متميزة قدمت الى المعهد و شكلت بنوعيتها الخاصة نداء لتدريبها وتحسينها على أيدي خبراء اثبتوا أهمية أصوات كهذه على الصعيد العالمي ولعل الأمر لم يطل كثيراً حتى تثبت المهرجانات العالمية ذلك وتبرهن "لبانة قنطار ونعمى عمران وتالار دكرمنجيان" عبر الجوائز المتميزة التي نلنها في هذه المهرجانات ضرورة افتتاح قسم للصوت والغناء تزامناً مع تدريس العلوم الموسيقية الأكاديمية الهارموني بالتوزيع الموسيقي تاريخ الموسيقا العالمية إضافة الى نظريات الموسيقا العربية.
ولم يكن طموح إدارة المعهد العالي للموسيقا المتمثلة برؤى القائمين عليه إحداث معهد أكاديمي للموسيقا لتخريج دفعات تهتم بالموسيقا وتعزفها في أمكنة معينة بل كان أهم وأشمل من هذا باتجاه ترسيخ الموسيقا كفعل إبداعي في الحياة الموسيقية إذ سرعان ما تم إحداث الفرقة السيمفونية الوطنية عام 1992 مشمولة برعاية السيد الرئيس "حافظ الأسد" رئيس الجمهورية والتي أقامت أولى حفلاتها على مسرح قصر المؤتمرات مع بدايات العام 1993 بقيادة المايسترو "صلحي الوادي" ولا شك بأن هذه الخطوة هي واحدة من النتائج الهامة لتأسيس هذه الفرقة إذ يعتبر هذا المعهد الصغير نواة أكاديمية تضم الأطفال اليافعين حصراً ويحضر لمواهب سيتاح لها أن تبرع في هذا السياق ضمن دراسة أكاديمية عليا.