أعمال نحتية تعود إلى رحم الطبيعة.. "دمشق" مدينة جميلة ومدللة التاريخ

"مصطفى علي" نحات سوري، ولد في "اللاذقية" عام  1956، تخرج في كلية الفنون الجميلة "بدمشق" عام 1974، ومن أكاديمية الفنون "كرارا ـ إيطاليا عام 1996، وهو العضو في نقابة الفنون الجميلة واتحاد التشكيليين العرب في "سورية"، وفي اللجنة العليا للمقتنيات في وزارة الثقافة،

 أنجز "علي" 12 معرضاً فردياً و حقق مشاركات في معارض دولية ومحلية، وفي مهرجانات عالمية، كما أنه حصل على ثلاثة جوائز، ملتقى "إعمار" للنحت عام 2007، والجائزة الذهبية في بينالي "اللاذقية" عام 1997، والجائزة البرونزية في بينالي "الشارقة"عام1992، وأعماله مقتناة في "سورية والأردن والإمارات"، وله ثلاثة أعمال نصبية الأول في معرض دمشق الدولي بعنوان "برج الذاكرة"، والثاني في ساحة الأموين مع الدكتور "إحسان عنتابي"، والثالث بوابة "سورية" لأولمبياد البحر المتوسط "باري ـ إيطاليا"، كما صمم لعدد من الجوائز في الدول العربية والعالمية، أسس جمعية "المكان" منذ 3 أعوام تقريباً في "دمشق" القديمة ـ حارة "اليهود"، وتعنى الآن بالمشاريع الثقافية من ندوات ومحاضرات ومسرح ورقص تعبيري وتكريم أدباء وشعراء وروائيين، كما صدر للنحات كتاباً من القطع الكبير تحت عنوان "مصطفى علي"، يحوي ما يقارب 100 صورة فوتوغرافية عن أعماله.

وقال "علي" لـ e syria، التي حاورته في "جمعية المكان" في 23/8/2008، حول أكثر معارضه خصوصية في النحت:«معرضي الأهم كان في "أرت هاوس"،  وتجربتي عبره ولادة نحتية جديدة، شكلتها بأحجام كبيرة وصغيرة، استخدمت فيها الخشب "السوري" كخامة للعمل مثل خشب "الغوطة" المتآكل والمدمر نتيجة التلوث والهجوم العشوائي الذي لحق بالبيئة خصوصاً قطع الأشجار، وذلك أوجد علاقة متبادلة غير سليمة بين الطبيعة والإنسان، وبدوري عملت في معالجة هذه الفكرة بقطع فنية نحتية جاهدت في منح معالمها تفاصيل تبين تأثير الطبيعة على الإنسان وتأثر الإنسان بها وتأثيره عليها.. لذلك نجد الأشكال النحتية متهرئة و كأنها تسقط وغايتي بما توحيه العودة إلى رحم الطبيعة والاستقرار والسكينة.

كشف خبايا "دمشق"

وفيما يتعلق بموقف عميق الأثر في الذاكرة، قال:«غادرت قديماً "دمشق" متجهاً إلى مدينة "كرارة ـ إيطاليا"، تاركاً ما وصلت إليه خلفي لأبدأ هناك مرحلة أخرى وبعد وصولي استعادت ذاكرتي أحداثاً تدور حول طفولتي وذكرياتي معها، دوناً عن الأشياء التي مررت بها في مراحل نجاحي، وهو الشيء الوحيد الأكثر عمقاً في ذاكرتي».

وأضاف: أخرج عن النحت أحياناً لأكتب الشعر والخاطرة، وذلك انعكس على أعمالي من حيث تكوين الشكل بما يواءم ما أكتب، ولعل من أهم ما قرأت روايات الكاتب الروسي "ديستو فسكي"، وأبنائي على هذا النهج "نايا ومهيار" المتخرج من كلية الفنون الجميلة في " إيطاليا".   

وللحكمة دور يختزل "علي" به تجاربه مع النحت والحياة، وقال حول هذا الجانب:«عليك أن تصنع المستحيل، ولا تدع العقبات توقفك، املك نفساً قوية ورأياً صارماً يؤهلك إلى تحقيق ما تصبو إليه في المستقبل».

وأضاف: أتمنى أن تستمر المحاولات في الكشف عن خبايا "دمشق"  المدينة الجميلة، التي أعتبرها مدللة التاريخ.

انعكاسات ذهنية

في رؤية لأعمال النحات "مصطفى علي"، قال الباحث في علم الجمال "أسعد عرابي":«يتناول الفنان "علي" الأسطورة في معروضاته النحتية باعتبارها تطوراً  فلسفياً للوعي الإنساني، لهذا اعتماده على عنصر الحركة في أغلب أعماله يأتي انعكاسات ذهنية، تثبت في حقيقتها آثارها الطقسية ذات المغزى الزمني في المكان».

وأضاف:استفاد "علي" من الآثر التاريخي لإثبات معاني تجربته الخاضعة إلى ظروف إنتاجه الحضاري واللانهائية.