دار النشر:
دار رياض الريس
 
300 ل.س

تدور الأحداث على خلفية مشهد احتراق القائد ، و هو مستلقي على كومة قش معدة كسرير ، و تمتد الرواية بفصولها الثلاثة " التعريف بالاشخاص – و التعريف بالاحداث – و من ثم بداية الرواية " و لا تنتهي إلاّ بتحول القائد إلى رماد .. نمط لم نعتاده ، تعرفنا عليه الكاتبة حيث تبدأ الرواية بلغز منقوش على ميدالية تتداولها الشخصيات حتى النهاية ، و أيضاً نوتة موسيقية مهجورة تحمل لحناً غريباً يردده كل الشخصيات ، هذا اللغز هو الصيغة بمراحلها المتحولة ، حيث اتبعت المؤلفة اسلوب تعدد القص فكانت للرواية ثلاث كاتبات بثلاثة صيغ متناغمة مع بعضها لتعزف لحن أبدي و يصبح فيما بعد " ترتيلة العدم ". الصيغة الاولى السابقة لوجوده في الحياة / حرز / و هو بطل الرواية ، و الصيغة الثانية المصوغة له و المصنوعة لتخليصه من عذابه أما الثالثة فهي الرواية " العهد و الميثاق " الذي يجب أن نكون أوفياء له نحن البشر.
أما شخصيات الرواية كانت بكمها و تنوعها ، شيقة و ممتعة فلكل شخصية إسمها الذي يُحمّل معناه و يورثه لصاحبه ، فأرض مثلاً هي واهبة الحياة للجميع ، و أقدار هو الذي لم يستطيع الهروب من قدره ، و إغماء هي التي تقضي نصف حياتها في الظل ، و رؤية هو من يرى نفسه في الآخر، و جدار القاسية التي تتصرف دون خوف ،و حرث ، وطهر ، و حداد و غياب ، و شمس وغيرهم ... أما بطل الرواية فهو حرز الذي توهم بأنه محميّ بإسمه حتى انتهى إلى الإحتراق .
إنه ... لمن الصعب ان نختصر الرواية بهذه السطور ، فكل قارىء يحل اللغز بقراءته الخاصة ولهذا كانت جدلية الرواية ، و لهذا تحديداً نحتاج أكثر من غيرنا لهكذا روايات ، كي نقنع أنفسنا على الأقل ، أننا بما تبقى من إنسانيتنا المخترقة بالموت و الحرب و الخوف لم نتحول نهائياً إلى تماثيل في كينونتنا بالوجود .