"هالة المحاميد" في قصصها تعرف كيف تؤنسن الطبيعة وتحول الجماد إلى روح نابضة بإيقاع الحياة، وتعرف أيضاً كيف تضفي ماهو مادي على ماهو معنوي، وكيف تحول المألوف إلى غير مألوف، وتتلمس مفردات الحياة اليومية لتحولها إلى ابداع له القدرة على كسر قشرة الزمن، وهي إذ تنجز ذلك فبأدوات تتوفر على لغة غنية بالصور والتشكيل، لغة فيها خصوصية تؤكد أن الجمال يبتكر السمو والرفعة. تحاول هالة المحاميد في هذه المجموعة أن تبحث عن صوتها الخاص في مستويات متعددة وفي الحالات جميعها تفتح قصها على احتمالات التأويل للمحمول الدلالي للغة. المتدافع والمتجاذب بآن.. بين الذاتي والموضوعي.. بين الخاص والعام. لذلك حضور الصورة المبدعة تدخل عاملاً أساسياً دون إعاقة لتلك الخصوصية. قصص هالة المحاميد في هذه المجموعة تتميز بثراء دلالي وإيحائي وكنائي متنوع، يحتوي المفاؤقة والمقابلة والانزياح النصي، حيث يبلغ القصّ لديها أقصى ذروة في أبعاده الدلالية، وفي هذا المجال تتفق الصورة الفتية عندها إلى حد كبير مع صورة الفنان الحديث في إعطاء القيمة التعبيرية للعلاقات بين الجمل التي تتجلى فيها المعاني على مستوى الدلائل واختلافاتها، لتؤسس المحتوى الثيمي المطلوب الذي يهيئها للالتحام ببنية النص الكلية، لتشكل إضاءة لتفعيل الوحدات الدلالية، حيث تبلغ فيها النصوص نقطة التقاء الوعي الفني بوعي الواقع.



عبد السلام المحاميد / كاتب وصحفي

عودة