فازت مجموعة "تلوح كباقي الوشم" بالمرتبة الأولى في مسابقة الاصدار الأول، ضمن مسابقات جلئزة المزرعة للإبداع الأدبي والفني-الدورة الخامسة 2002.

وقد شكلت لجنة قراءة وتحطيم القصة القصيرة هذا العام من السادة الأدباء : "وليد إخلاصي". "محمد كامل الخطيب". د. "عبد الله أبو هيف"، وأجمعت هذه اللجنة على أهمية المجموعة القصصية التي بين أيدينا وتميزها فكرياً وفنياً بين المجموعات التي دخلت المسابقة. وقد جاء في تقرير اللجنة أن هذه المجموعة امتازت بوحدة الموضوع الذي يندغم في مفهوم الكتابة القصصي حيث تسترجع نقاء الطفولة لتبعث قيماً انسانية راقية بشيء من مهارة السرد، وضبط المنظور السردي.

إن قارئ هذه المجموعة لفيصل أبو سعد سيستغرب أن تكون باكورة أعماله فهي هذه الذكريات التي تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد كما أراد العنوان أن يقول.. فهي تتسامى فوق ذلك طارحة محمولاتها الجمالية والمضمونية دون أن تسمح لهذه أن تطغى على تلك أو العكس. إن هذه النصوص تشف عن أصغر الجزئيات في حياة صاحبها أو رواية -إن شئتم- دون أن تقع في سذاجة الطرح ومباشرته، وهي وإن بدأت من حيث يبدأ الواقع اليومي المرجعي، وظلت مرتبطة به بوشائج عديدة، إلا أنها لم تترك له –على الأغلب- أن يثقل متونها بمحمولاته السياسية والأيديولوجية الكثيرة.

إن لغة هذه المجموعة لغة لاترتضي لنفسها أن تنجز مهماتها التوصيلية والإبلاغية فحسب، بمقدار ماتتجاوز ذلك إلى غايات أكثر صعوبة، مجازية تعتمد الانزياح بشكل لافت. إن فيصل أبو سعد يشتغل على اللغة، ويحاورها ويستغل طاقاتها الجمالية المختلفة، مما يجعل النص عنده خطاباً تغلب عليه الوظيفة الشعرية. وأسلوب فيصل يحقق تأثيره من خلال بساطته ورشاقته وبعده الموسيقي فتصبح اللغة شلالاً من الأحاسيس والمشاعر التي تعكس أبعاداً نفسية ووجدانية.

إذ نضع هذا الكتاب الجميل بين أيدي القراء نرجو للقاص مزيداً من النجاح والتقدم وإننا على ثقة من أنه وضع قدميه بثبات وصلابة على طريق هذا الفن الصعب



د. ثائر زين الدين

عودة