الكاتب رفيق يوسف

- لا يوجد ما يمثلني شخصياً ككاتب أفضل من رواية "المطعون بشرفهم" التي أعتقد أنها تشكل تمثيلاً صادقاً وأميناً لصبوات وآمال وانكسارات جيلنا.

هذا الجيل الذي دخل معمعة الأدب في ثمانينيات القرن الفائت ، ليفاجأ بكم هائل من السدود والصدود والحواجز والعقبات ، التي وقفت بوجه طموحاته ومشاريعه الإبداعية ، ابتداءً من حالة التهميش التي يعيشها المثقف والمبدع في مجتمعاتنا ، وانتهاءً بثورة الاتصالات وسيطرة ما يدعى بـ "الثقافة البصرية" على حساب الكتاب ، وتراجع القراء بشكل فاضح ، وتحول الإنسان إلى "كائن متلفز" على حد تعبير فيلسوف عربي ، ومروراً بالانهيار الحضاري الشامل الذي تعيشه مجتمعاتنا.

وما حاولته في روايتي إياها ، تقديم شهادة حقيقية ، وإن كانت موجعة وصارمة ، لكل ذلك الانكسار الفاجع في أحلام جيلنا .

صحيح أنني ركزت على مرحلة الثمانينيات ، عبر متابعة المصائر الحزينة والمأساوية لشخصيات عايشت تلك الحقبة الصعبة من تاريخ البلاد ، محاولاً تكثيف الزمن إلى أقصى حد ممكن ، إلا أن أحداث الرواية تمتد فعلياً لأكثر من نصف قرن كامل ، أي ابتداءً من لحظة (1984) المفصلية ، وحتى بداية التسعينيات ، وتمثل طموحي في رصد جدلية الصعود والسقوط في الحياة السورية والعربية ، وأعتقد أن الشجاعة كانت حاضرة في تناول أسباب الانكسار الكبير، وذلك ماأجمع عليه النقاد والأدباء.

أما فيما يتعلق بظروف العمل في الرواية فهذا يحتاج إلى رواية كاملة أخرى للحديث عنها، حيث بدأت العمل على الرواية في العام 1987 في "بيروت" وكنت أعمل في الصحافة اللبنانية آنذاك وأنهيتها في "دمشق" في العام (1990) ، وبعد عدة مراجعات وتنقيحات بدأت بتمريرها على رموز ثقافية سورية وعربية، من الأجيال التي سبقتنا، لإبداء رأيهم في المخطوط ومنهم "الراحل عبد الرحمن منيف، فيصل دراج، علي كنعان، الراحل سامي الجندي، إلياس خوري، محمد ملص.." ورغم حماس الجميع ، وإبداء آراء إيجابية في النص ، لدرجة أن معظمهم أجرى اتصالاته بدور نشر عربية ، في "بيروت والقاهرة وعمان" ، إلا أنني لم أوفق بناشر يتجرأ على نشر الرواية ، حتى جاءني الصديق الكاتب "محمد كامل الخطيب" بإعلان عن "جائزة الشارقة للإبداع العربي" ونصحني بالمشاركة وبالفعل، أرسلت المخطوط ، وكان الحظ إلى جانبي هذه المرة ، حيث فزت بالمرتبة الأولى ، وكان ذلك عام 2000، إذن فإن رحلتي مع هذه الرواية امتدت عشر سنوات أو أكثر ، حتى خرجت إلى النور ، وذلك ما يلخص حال الإبداع والمبدعين في زماننا ومكاننا.



ياسين رفاعية

- "المطعون بشرفهم" رواية شجاعة حقاً.. تتحدث بجرأة عن مخازيننا العربية ، وأن لامكان للمثقف في التغيير، إلا إذا كان محابياً للسلطة ، مزيناً للناس إيجابياتها الخادعة.. إنها تنحصر في زمن قليل وفي عدد قليل جداً من الشخصيات ، شخصيات مرسومة بدقة ، استطاعت في الختام أن تدلنا على أي عصر فاسد نعيش فيه الآن .



ممدوح عزام

- تحاول هذه الرواية أن تكون شهادة على تماوت العالم الجميل الذي حلم به ، وعمل من أجله ، جيل وجد نفسه فيما بعد أمام سلسلة من العقبات المدمرة التي سعت إلى تهديمه، ودفن أحلامه وهزيمته.



وليد معماري

- أكثر مايميز رواية "وفيق يوسف" هي معاصرتها ، وبالتالي حرارة أحداثها المعبرة عن وضع عام عبر شخصيات لها خصوصيتها ولها هزائمها الخاصة.

لغة "وفيق يوسف" لغة روائية حقيقية ، بسيطة دون تبسيط ، ودون فذلكات فانتازية ، يضاف إلى ذلك إيقاع كتابته السريع الذي لايترك مللاً عند القارئ.

عودة