- كتب الكاتب "طالب الرفاعي " عن الرواية قائلا:



إلى أي حدٍ يمكن أن تقوم الرواية مقام التاريخ؟

ربما هذا هو السؤال الأول الذي تبادر إلى ذهني لحظة انتهيت من قراءة رواية «تحت سقف واطئ» للكاتب نذير جعفر، الصادرة حديثاً عن دار "نون" إن التاريخ هو رصد لأحداث ماثلة أو خلت في زمن ما، من وجهة نظر كاتب، يجعل الأحداث بطلاً رئيساً لكتابته. بينما الرواية هي حياة فنية تسير متوازية وسابقة لحياة الواقع، لتقدم الحدث تابعاً للإنسان، لكون الإنســان هــو محرك أحداث الحياة وصانع تاريخها.

"تحت سقف واطئ" رواية "نذير جعفر" الأولى بعد ثلاثة كتب نقدية، جاءت خلطاً فنياً ماكراً ودالاً، بين الواقع والخيال. الواقع بأماكنه وأحداثه، والخيال بتفاصيل الحياة اليومية الصغيرة لأبطالها. حتى ليبدو للقارئ، العارف بخرائط أو عوالم مدينة حلب، أنه يصعب عليه التمييز بين الواقع والخيال.

الهم السياسي وقمع السلطة وتنكيلها بمناوئيها يمثلان الوجه الأكثر طغياناً على أحداث الرواية. فجميع أبطال العمل، نساءً ورجالاً، مطحونون بالأحداث السياسية التي عصفت بسورية إبان السبعينات من القرن الماضي، وطاولت بقهرها وحرائقها وآلامها شرائح كبيرة من الشعب السوري، وعلى رأس هذه الشرائح تأتي شريحة الشباب المشتعل بآمال الحياة الكبار، والمتصور قدرته على تغيير الواقع من خلال البيان والمنشور والقصيدة والحب والمظاهرة وربما العنف. لكن تصوراته جميعها تتكسر على مقصلة الواقع، لتقدم وجهاً حزيناً وموجعاً في خاتمة الرواية، التي انتهت إلى سجن أو هجرة أو ابتعاد أو الى تخلي أبطالها عن آمالهم، وكأن قسوة النظام والواقع وحدهما المنتصر في معركة وقودها الأساس هو الإنسان.

"تحت سقف واطئ" رواية مدينة "حلب" بامتياز، فهي تستحضر المدينة بقلعتها التاريخية العتيدة، وبمختلف أحيائها وأسواقها ومقاهيها ومطاعمها وزواياها وعوالمها وروائحها. وهي إلى هذه تستحضر أهل حلب ونجومها التاريخيين بشخوصهم وأسمائهم الحقيقية. فالرواية عامرة بأسماء مبدعة ومثقفة تركت بصمتها على المشهد الثقافي في حلب وسورية، كالــفنان لــؤي كيالي والمطرب فهد، والشاعر رياض الصالح الحسين، كما تشير إلى أسماء أخرى أثرت وتؤثر في المشــهد الــثقافي السوري، مثل محمد الماغوط وممدوح عدوان وعلي الجــندي ونبيل ســليمان و"ولــيد إخــلاصي".





- كتب الكاتب "محمد الحمامصي" عن الرواية في مجلة "الفوانيس" قائلا :



يستعيد نذير جعفر في روايته الصادرة حديثا : " تحت سقف واطئ " عن دار نون بحلب مرحلة السبعينيات في حلب , بكل ما فيها من ألق صخب ثقافي وسياسي . وينهض السرد فيها بضمير المتكلم فتتعدّد الشخصيات بتعدّد الرواة , وتتحدّث كل شخصية عن نفسها وعن شبكة علاقاتها الاجتماعية وما تمرّ به من ظروف وأحداث .

- ويمتزج الواقع فيها بالمتخيّل في رسم الشخصيات وعوالمها الداخلية , وفي تصوير المكان الحلبي بأبعاده الجمالية والتاريخية والنفسية وما يثيره من تداعيات . متّخذة من حياة الشاعر الراحل رياض الصالح الحسين وعدد من أصدقائه وأبناء جيله محورا دراميا لها . كما تقارب التعدّد الإثني والديني والسياسي بما في ذلك الوضع التاريخي للأكراد عبر علاقتهم الكفاحية والودية بالحركات والتيارات اليسارية العربية عبر إحدى شخصيات الرواية .

عودة