"نصر محسن" مهرجان المزرعة يحترم المواهب الإبداعية

معين حمد العماطوري

الأحد 05 نيسان 2009



«الأديب "نصر محسن" الذي قدم للمكتبة العربية مجموعات قصصية منها "نمرود يحرق المدينة، شر قائيل، وكنت شاهداً، الأحفاد، ما زلنا نسقط ونغني" ورواية بعنوان "العكاري، العفن" حيث ساهم في مهرجان المزرعة للإبداع مجموعة قصصية "قطعة من ليل دمشقي" والذي نال فيها الجائزة الأولى للإبداع».

هذا ما تحدث به الأستاذ" محمد طرابيه" أمين سر جائزة المزرعة وعضو اتحاد الكتاب العرب لموقع eSyria، وأضاف يقول: «يعتبر مهرجان المزرعة للإبداع الثقافي الذي يموله في كل عام المهندس" يحيى القضماني"، واحداً من المهرجانات التي تكرم في كل دورة من دوراته السنوية مبدعين وأدباء متألقين، بخطواته الواثقة مستفيداً من شوائب الماضي، بإزدهار خمائلي ليصبح أحد أهم المهرجانات التي يفترض أن تعمم على باقي الأوساط الفنية والثقافية، لأننا نعيش اليوم حالة من الفوضى والانحطاط الثقافي والفني بشكل ملحوظ، والمهرجان يساهم برفد الحركة الثقافية بعناصر إبداعية موهوبة تحمل في روحها النسائم الحقيقية الوجودية لعالم القصة والرواية والأدب بفنون متعددة، إضافةً إلى انعكاسه على أدب الأدباء والشعراء بكثير من التطوير والشعور بالسعادة والحبور حين يكرم كاتب بعد معاناة وجهد قضاه على حساب نفسه وبيته من جهة، ومن جهة أخرى كسر حاجز التقليد بتكريم المبدعين والأدباء في حياتهم وليس بعد وفاتهم، كتكريم هذا العام الأدباء "حيدر حيدر، وشوقي بغدادي، وحنا مينه".

ومن بين الفائزين بالجائزة الأولى لمهرجان المزرعة القاص والروائي وعضو اتحاد كتاب العرب الأديب "نصر محسن".

موقع eSuweda استضاف القاص والروائي "نصر محسن" بالحوار التالي:



* ما أجواء الإبداعية والأدبية في مجموعتك القصصية "قطعة من ليل دمشقي" الفائزة في مهرجان المزرعة؟



** عنوان المجموعة "قطعة من ليل دمشقي" يحمل أكثر من دلالة، وإن تحديد مكانه الجغرافي، فالليل واسع وممتد، فضاء كثيف من العتم، وهناك قطعة من هذا الليل، تحمل النسيج ذاته للفضاء المعتم، ولكنها لا تشمله. والمجموعة القصصية هي بعض الهموم والضغوط والمواجع التي يتعرض إليها كل كائن بشري، وإن كان الكاتب المبدع أكثر الكائنات التقاطاً وتحسساً لتلك القضايا المؤلمة، فجدير به أن يكتب بعض ما يعاني تعبيراً عن أحاسيس ومشاعر قد تحمل الاعتراض أكثر مما تحمل القبول.

"محمد طرابيه"

هذا من ناحية المضمون، أما من ناحية الشكل فقد اعتمدت في المجموعة القصصية كاملة على الترميز المتعدد الدلالات، وأزعم أنني حاولت تحطيم ما هو سائد في الكتابة القصصية، أما إن كنت قد استطعت التجاوز أو التخطي أم لا؟ فهذا أمر متروك للقارئ.

* ما رأيكم بفعاليات مهرجان المزرعة؟

** لي وجهة نظر شخصية في المهرجانات . فأنا أراها الأكثر جدوى في تفعيل وتنشيط الحركة الثقافية، ويزيد من فعاليتها وجدواها وجود مسابقة في "مهرجان المزرعة"، وهذا ما نلمسه لمس اليد من خلال المهرجانات التي تقام في أكثر من مكان، فهي تجذب الجمهور المتلقي من ناحية لما لها من مظهر احتفالي جذاب. ومن ناحية أخرى فهي تلزم المشاركين أفضل ما لديهم من مواد، ليس إلزاماً ضاغطاً من جهات خارجية، وإنما التزام نابع من المهمة الملقاة على الكاتب باعتباره متبنياً لأفكاره ومبدعاً لها بشكل أدبي هو الأشد حرصاً على إظهارها بشكل إبداعي متميز.



وعلى مدى سنوات عشر تكرس مهرجان المزرعة وأخذ المكانة اللائقة به على الساحة الثقافية العربية. والأمر المدهش حقيقة أن نجد شخصاً واحداً يقوم بتبنّي وتمويل المهرجان السنوي هذا، بينما نجد كثيراً من المؤسسات والاتحادات عاجزة عن القيام بمهرجانات هامة كمهرجان المزرعة. وهذا يعكس اهتمام الأستاذ المهندس "يحيى القضماني" بتفعيل الحركة الثقافية، وكأني به يحمل الهمّ الثقافي ويعطيه الاهتمام الأكبر، والدليل على ذلك التكلفة المادية الباهظة لمهرجان كهذا.

* ما صلتك بجائزة المزرعة وانعكاسها على أدباء سورية؟

** شاركت عامين بالمسابقة لكنني لم أحصل على جائزة، واكتفت اللجنة بالتنويه بمجموعتي المشاركة. وبعدها تقدمت بمجموعة أخرى حيث وفقت وحصلت على الجائزة الأولى.

أنا شخصياً أحب المشاركة بالمسابقات لما تحمله من توتر وقلق على مدى الأشهر التي تسبق صدور النتائج، وإن كنت لم أشارك سابقاً في هذه

المجموعة الفائزة

المسابقة فذلك بسبب تقصير شخصي من جهة، ومن جهة أخرى لعدم توافر النصوص في حينها. أما عن انعكاس المسابقة على أدباء سورية فذلك واضح من خلال عدد المشاركين في المسابقة من الزملاء الأدباء، حيث يشارك سنوياً العشرات من القاصين، وهذا شيء مشجع إذا أخذنا بعين الاعتبار أن المشاركة تكون من خلال مجموعة قصصية وليس بقصة واحدة.

* ما انطباعاتك الشخصية حول المهرجان، وما مقترحاتك في تطويره لسنوات لاحقة؟

** الانطباعات مختلفة. ففي السنوات التي لم أشارك فيها في المسابقة كانت انطباعاتي حيادية مع احترام وتقدير ضمنيين للقائمين على المهرجان. وفي الدورة التي لم أفز فيها، كان الانطباع العام هو الأسف وشيء من الحزن مع بقاء الاحترام والتقدير، وكانت تلك الدورة محفّزة لأن أشارك مرة أخرى من الإصرار على الفوز. وقد تحقق الفوز في دورة لاحقة، فاختلف الانطباع ولم يبق حيادياً، بل حمل الكثير من الفرح والرضا وبقي الاحترام والتقدير على سويتهما.

أما بشأن المقترحات، فأظن أن القائمين على فعاليات المهرجان قد لاحظوا عبر السنوات السابقة والتي تجاوزت العشر كل النواقص واستدركوها، ولا يمكنني إلا أن أبدي إعجابي وتقديري لكافة الجهود المبذولة، وإن كان لا بد لي من اقتراح فحبذا لو كان هناك دار نشر تحمل اسم "دار المزرعة للنشر" تقوم بطباعة ونشر جميع الأعمال الفائزة وليس فقط الأعمال الفائزة بالجائزة الأولى، وأظن أن الإمكانية متاحة، والمعطيات مبشرة لأن تكون دار النشر من أهم دور النشر العربية.

* برأيك إقامة مهرجان للقصة والرواية كمهرجان المزرعة مثلاً سوف يقوم بتنشيط الحركة الثقافية بعيداً عن الشكل الرسمي لها؟

** لا شك أن المهرجانات تساهم كثيراً بتنشيط الحركة الثقافية، وهذا يعود إلى طبيعة تنظيم المهرجان، واهتمام القائمين عليه، ومدى حملهم الواقع الثقافي كهّم حقيقي، وهذا ينعكس على أدائهم، سواءً من اختيار لجان التحكيم أو من خلال تنظيم المهرجان كظاهرة ثقافية.

** ما شعورك بجائزة المزرعة؟

* لاشك أن الفوز جميل. وهو نتيجة لتعب وإرهاق فكري استمر شهوراً عديدة أن لم يكن سنوات. والشعور هنا خليط من الفرح والرضا والاطمئنان، ففي المسابقات يمكن للمبدع أن يعرف أين يقف بين زملائه المبدعين، عدا عن المردود المادي الذي يتيح لمبدعنا مجالاً أكبر للتحرك. فكاتبنا فقير وهذا أمر مؤسف، وهو ذو طبيعة خاصة جداً، حيث نرى الناس الآخرين يملؤون وقتهم بالعمل على تحسين ظروفهم المعاشية، بينما الكاتب يملأ وقته بالقراءة والكتابة غاضاً النظر عن المشاحنات التي لا تفارقه مع أهل بيته. وأظن أن جميع الزملاء المبدعين يعيشون تلك الحالة.

عودة