إنه بحق واحد من أجمل نصوص المسرح العربي من وجهة نظر ي ، وواحدة من أنجح تجارب مراجعة دفاتر الماضي. لم استمتع بقراءته فحسب بل فرحت وحزنت عندما رأيت الشيخ "القباني" يبدأ بروفته المسرحية في "دمشق" القرن التاسع عشر قائلاً: بسم الله الرحمن الرحيم وإلى يمينه شريكه في التجربة التي استمرت لسنواتٍ بعد هجرتهما إلى مصر المسيحي "اسكندر فرح" الذي كان يقول عند كل زنقة: يا عذراء.

إنها حكاية حلمٍ عظيم ولد في مخيلة رجلٍ عبقري، ووطنه يخرج من قرنٍ ويريد أن يدخل القرن الجديد بروح وفكرٍ جديدين ولكن التعصب والتطرف وذهنية التكفير حاولت تحطيم ذاك الحلم.

فعلاً ما أشبه الليلة بالبارحة.



الفنان جمال سليمان.



الكتاب نص مسرحي ، تقارب من خلاله الكاتبة "الرحبي" النكهة الدمشقية أواخر القرن التاسع عشر ، عبر حكاية اللقاء الذي جمع رجل المسرح والفن "أبا خليل القباني" ، والوالي العثماني "مدحت باشا" ، الذي اقترن اسمه بالإصلاح ، في فترة كانت مدينة "دمشق" تفتح عينيها على بواكير النهضة.

لكن الكاتبة لا تقترب من الحكاية على نحو تراثي ، بقدر ما تقارب المعنى الذي اكتمل بلقاء الرجلين ، والذي يطرح قضايا إشكالية لم تزل حارة ومعاصرة رغم مرور أكثر من مئة عام على حدوثها ، حيث ننتهي دوماً إلى قناعة واحدة مفادها أن مسائل الإصلاح لا تتجزأ.



موقع جريدة بلدنا

عودة