«"ذاكرة قرية" قصص أقرب إلى التاريخ الاجتماعي، مستحضرة صوراً من ذاكرة الناس، غلفتها صعوبات الحياة وانشغالات الذهن.. "جدعان قرضاب" نزع منها تلك الأغلفة، وأعادها إلى الحضور بكل ما فيها من شقاء أيام مضت، هي في مقياس الحاضر جزء من العذاب الذي صورته الأساطير للإنسان وهو يصارع الطبيعة القاسية، كما أعادت إلى الذاكرة علاقات اجتماعية حافلة بالصور الإنسانية.. التي كرست قيماً عليا من الناحية الأخلاقية، وعادات كان لها قوة القوانين التي يراعيها الناس ويتقيدون بها.

«لم يكتف القاص "جدعان قرضاب" برسم الحكايات كما سمع عنها أو شاهد بعضها، ونقلها بأمانة لضرورات القص، بل توج ذلك بحكم وأمثال كانت دائماً على ألسنة الناس، وهي تشكل ثروة معرفية يحتاجها الباحثون في صنوف مختلفة من أبحاثهم».

«وجدت عبر هذه المجموعة شخصاً مشغوفاً بالبحث والتمحيص، يمتلك ذائقة استطاعت أن تزيل الغموض عن مرحلة سابقة في حياة الجبل الصعبة، التي لا تخلو من الشقاء والمبنية على قيم الأخلاق والروابط الاجتماعية».

«استطاعت المجموعة القصصية "ذاكرة قرية " في نصوصها القليلة تصوير مقاطع من حياة الجبل في "السويداء"، التي مهما بدت فقيرة بالإمكانات إلا أنها غنية بما أبدعه عقل الجماعة، وما رسمته تجاربهم وخبر اتهم في ذاكرة جماعية لها خصوصيتها ومكانتها».

عودة