لا يمكن للتطرف الديني أن يكون غير عنيف .

لا يمكن له أن يسجل حضوراً إلا بالعنف.

فمرجعيته الفكرية جد ضيقة ، والوجدانية جد محصورة ، والأخلاقية معلقة على أحداث في التاريخ غير مقنعة وغير ذات مصداقية.

هذا هو المحور الأول لرواية الدكتور "محمد الدروبي" الجديدة الصادرة عن دار "كنعان" في "دمشق" تحت عنون "حكواتي ليس إلا".

المتطرف في هذه الرواية ، أسير تناقضات تصفها أحدى شخصيات الرواية بالقول : «تحيرني نظراته. تبدو لي أحياناً نظرات عاشق وعشق ، وتتراءى لي في أحيان أخرى مشيعة باللؤم وبالحقد.

لا أعرف حقاً هل هو يشتهي جسدي أم يشتهي قتلي».

الفوارق الحضارية بين الشرق والغرب قائمة ، لكنها بذاتها، لا تكفي لنشوب صراع.

يمكن القول قبلاً إنها تمثل آفاقاً جيدة للغنى الإنساني والحضاري الكلي وللعيش المشترك.

هذا هو المحور الآخر الذي يبرز في رواية "حكواتي ليس ألا" وذلك من خلال شخصية ألمانية تعتنق الإسلام وتعيش في عالم الشرق وسحره المروي على لسان حكواتي لا ينفك يطعم التاريخ بالخيال.

الرواية تنقلنا بالتناوب ما بين ماض يصل إلى "مكة" ما قبل الإسلام ، وبين حاضر "دمشق" ، والذي كحواضر الكثير من العواصم العربية يعاني من الصراع بين الانفتاح وعيوبه وبين التزمت وكوارثه.



موقع القدس

عودة