ترددت كثيراً في كتابة هذه المقدمة رغم اعجابي الشديد بالمسرحية حين قرأتها أول مرة. ترددت أولاً لأن الكتالبة المسرحية أو النصوص الدرامية ليست مجال اختصاصي، رغم أني أعتبر نفسي متذوقاً لكل أنماط التصوص الأدبية ولكل أنواع الفنون، مجرد متذوق ولست متخصصاً ولاناقداً. وترددت ثانياً لأنني إزاء نص ولست إزاء عرض. وفي حدود معلوماتي المتواضعة، النص في المسرح مثل النوتة الموسيقية التي كتبها المؤلف الموسيقي. وكما تحتاج النوتة إلى مايسترو يقرؤها ويوزعها على آلات العازفين، ويقود الأوركستر، لكي يصبح النص المكتوب في النوتة موسيقى، كذلك يحتاج النص المسرحي إلى ممثلين وديكور ومخرج وإضاءة حتى يتحول إلى عرض مسرحي. ماذا أفعل وقد طلب مني أن أكتب مقدمة لهذه المسرحية، طلب عزيز من شخص عزيز لاأتحمل أن أرد له طلباً؟

قرأت المسرحية عدة مرات فازداد اعجابي بها جداً، وساعدني المؤلف الذهبي كثيراً بإشاراته وتوجيهاته فجعلني أحول في مخيلتي النص إلى عرض، اعترف انني استمتعت به كثيراً.

ولاشك أن المؤلف أدرك بحسه المرهف الرائع وقراءته الدقيقة للموضوع أن علاقتي بمولانا ستساعدني على فك شفرة توجيهاته وإشاراته، وأرجو أن أكون نجحت بل وأرجو للمخرج والممثلين وصانعي الديكور والموسيقى أن يجيدوا قراءة هذا النص الذي لاأتردد الآن في القول إنه مذهل.

المسرحية تجوب في آفاق متعددة من الحياة: الحب، الفقر، السعادة، الرضا، الأحلام والرؤى لتوحي برسائل وليس برسالة واحدة. من المستحيل الالمام بكل الغنى والروعة والثراء الذي يتضمنه هذا النص الصغير في مقدمة مثل هذه.

كم أتمنى لأن يتاح لهذا النص المحكم مايليق به من عرض، وكم أتمنى أن أكون أول المشاهدين.



د. "نصر حامد أبو زيد"

عودة