موقع الجمل

حسين بن حمزة



في مجموعته الجديدة "انتبه إلى ربما"، يسلّط "عادل محمود" إلى الواقع نظرة مواربة وخفية ومدفونة تحت سطح القصيدة. .

"انتبه إلى ربما" مجموعة جديدة ل"عادل محمود" ، هي السادسة بعد "قمصان زرقاء للجثث الفاخرة" (1979) و"ضفتاه من حجر" (1981) و"مسودات عن العالم" (1982) و"استعارة مكان" (2000) و"حزن معصوم عن الخطأ" (2003).

نبرة المجموعة تذكّر بأجواء العملين السابقين للشاعر.

ويعود هذا الشبه والتقارب، على الأرجح، إلى أن "عادل محمود" توقف عن كتابة الشعر حوالى 17 عاماً، وحين عاد مع “استعارة مكان” أخذه الشعر إلى فضاءات مختلفة، إلى حد ما، عن مناطق وأجواء قصيدته التي عُرف بها في انطلاقته الأولى.

والواقع أن فترة انقطاع الشاعر عن الكتابة تكاد تقسم سيرته الشعرية إلى قسمين مختلفين، حيث نجد في مجموعاته الثلاث الأولى قصيدة قصيرة، تفصيلية، يومية، وقائعية، تستدرج القارئ بسرعة إلى خاتمة مفاجئة ومدهشة. بينما نجد، في مجموعاته الثلاث اللاحقة، لغة عادل محمود نفسها. لكنها لغة ذاهبة هذه المرة إلى قصيدة أوسع مساحة، وأكثر ميلاً إلى الحكمة والتأني، وأكثر اكتراثاً بخلاصات فلسفية وحياتية ينحاز إليها الشاعر في زمن صار مطلوباً فيه أن يعلن المثقف موقفه مما يحدث الآن.



دار ورد



قال لها: "انتبهي إلى ربما"

لكن "ربما" لم تكن يوماً

مثيرة للانتباه

فهي تأتي وتذهب في كلامنا

مسودة لليقين

تماماً كزهرة اسمها "لاتنسني"

الصغيرة الزرقاء وضئيلة الأوراق،

إنها تأتي إلى الحقول

وبين العشيبات: تحيا. تذبل.. وتموت

إنها "ربما" كل عام،

تجيء كي تقول فقط:

لاتنسني

عودة