سلمان كاصد

موقع الإتحاد



صدرت عن دار "كنعان" السورية مجموعة شعرية جديدة للشاعر العراقي "علي جعفر العلاق" بعنوان 'أيام آدم' وضمت 17 قصيدة في 92 صفحة من القطع الصغير وتصدر غلافها لوحة للفنان السوري سعد يكن.

وجائت عناوين المجموعة كالتالي: 'أغنية المرأة' و 'مائدة الشاعر' و 'وردة الحلم.. وردة الجسد' و 'مرايا الروح' و 'أيام آدم' و 'امرأة' و 'عكاز في الريح / انكسار' و 'رجعنا إلى الريم ثانية' و 'نار المغني' و 'بكاء اليمام' و 'رماد السرير' و 'حنين الشجرة' و 'كيف يداهمنا الليل؟' و 'الخريف' و 'الشعر' و 'الملاذ الأخير' و 'يقظة الرماد'.

يتوجه "العلاق" في ديوانه 'أيام آدم' الى تعميق العلاقة بين اللغة والتاريخ في محاولة لإبصار الروح الحية في خبايا علاقة الإنسان بتاريخه الخاص والعام.

ويعد "العلاق" أحد رموز المرحلة الستينية في الشعر العراقي الحديث التي شهدت تحولات مختلفة لبناء قصيدة جديدة في مجايلية والذين حاولوا إقامة صلات مغايرة بين الشعر والواقع.

يطرح "العلاق" تساؤلات كثيرة كما يستخدم النداء الموجع للمجهول وللمصائر المؤجلة التي يعاني منها الإنسان ضمن وجود خيالي غير ثابت حاول مراراً وعبر تجاربه الشعرية أن يكتشف كينونة هذا الصراع الخفي، الهائل، المرير بين الذات والآخر، الداخل والخارج، المتحقق والمجهول.

يرفع الشاعر طاقة اللغة الى مديات أوسع حتى ليبدو 'أيام آدم' مغايراً لدواوينه السابقة من حيث اللغة والتركيب وبنية القصيدة لديه.

"علي جعفر العلاق"، صوت لا يزال مؤثراً ومتصلاً بالحداثة الشعرية، يخلق مسافته الخاصة دائماً ويحاول توسيع مدياتها من أجل تجاوز ما يكتب باستمرار في حركة تريد الكشف عما هو مجهول دائماً في علاقة الشاعر بالوجود



دار كنعان



على الدوام يقيم علي العلاق مقاربته الابداعية مع الواقع والعالم والشعر والتأريخ بقوة، وطاقة اللغة التي ينتمي إليها ويرفعها إلى مصيره الكبير.

فهو ينظر إلى اللغة كنشاط وممارسة إبداعية-تأريخية تكثف رؤيته العميقة للوجود، وتقيم نوعاً من التناظر بين ضوئه الروحي الخاص ووء التجربة الانسانية العام.

وفي جدل هذه العلاقة الكيانية بين الضوئين يولد ضوء ثالث هو الرؤيا والبرق الذي ينير المسافة الخارقة التي يولد فيها ويتقطر الشعر من بياض شاسع.. بعيد

-الأبيض .. الأبيض

كأن جميع عناصر تجربته ومابها من أسرار وغامض يصيحون به إلى ذلك اللون الذي حوله علي العلاق إلى مفهوم وموقف وعلاقة جديدة تربط أشياء وخلائق ومكونات شعره الذي ظل أميناً لنقائه وانتمائه – الذي لايتزحزح – إلى روح ورسولية القصيدة التي ينبغي أن تكون خارج حركة سوق المزايدات وخيانات الجمال وجهتها الأولى والأخيرة نحو النصاعة والتجاوز الدائم والكشف المستمر الذي لايتوقف عند حد.

عودة