إن كان لي من كلمة، قبل مغادرتي هذه النصوص، كلمة تدور حول تعريشات النصوص وعرامتها، فمؤداها هو أن غادة فطوم تكتب على سجيتها، فتتبع روحها، وتماشي قلبها.. وتود للآخرين ماتوده لنفسها، فما من تقاليد فنية توافقها أو تستظل بها، لابحور هنا، لاقيود، لاأوزان. هنا كلام جميل أشبه بأنفاس الروح وهي في تعددية أطوارها وتداعياتها وتشوفاتها عامة.. ههنا نص فيه توتر، وقلق، وخوف، وهناك نص فيه رجاء، ودعاء، وأمل، وثالث فيه تأمل، ورؤى، واستنطاق للمسكوت عنه، ورابع فيه حنين جارف، وذكرى عاطبة، وأسى عميم.

ههنا، في هذا الكتاب، تختلي الروح بالمودة، فتكتب أشواقها سطوراً أطوالها التنهدات، ونهاياتها الأمل، وخواتيمها الرضا.

لهذا أنصح القارئ أن يتخلى عن الوصايا النقدية وهو يهم بالدخول إلى أبهاء هذا الكتاب.. أي أن يكون خلواً من التعاليم. متخففاً من البراعات.. ليرى عطش الروح وشقشقاتها، وسعي التنادي لوباناً على المفقودة الأولى في حياتنا الموحشة، أعني المحبة!



حسن حميد

عودة