مثلما تنقسم الطلقات تنقسم القصص. طلقات تروع النفس وتفسد الهواء، وأخرى تنصر كرامة مغدورة. وقصص تمنح الأشياء قواماً وأخرى تشوه المحاكمة وتبدد الحبر والورق. وقصص أحمد سعيد نجم تحاول أن تكون إضافة إلى كتابة قصصية تحترم معنى القصة ودلالة الكتابة.

وقد يكون الكثير من القصة القصيرة الفلسطينية مجرد كلام يومي يحكي مصائر بشرية وهمية ويصفق لغد وهمي. وهذه المجموعة تحاول ماوسعتها المحاولة أن تكتب عن البشر في حياتهم اليومية وأحلامهم الصغيرة وأحزانهم الكبيرة. وأن تكتب عن البشر عن الانسان في عالمه الخارجي البسيط وفي عالمه الداخلي الكثيف والمعقد.

ولايبدأ أحمد سعيد نجم من فكرة ويصف تجلياتها، إنما يرسم الانسان العادي في تفاصيل حياته اليومية المتعددة كي ينتج فكرة. أي أنه لاينقل الفكرة إلى لغة بقدر مايقدم نسيجاً لغوياً يوحي بأفكار عديدة، ذلك أنه يتناول الانسان في حركته العادية وعلاقاته المختلفة، وفي يوميته التي تحتضن أزمنة مختلفة.

هذه القصص هي مجموعة مرايا تعكس الوجه الفلسطيني في أحواله المختلفة أي في وجه أول عنوانه الحزن والمعاناة. وفي وجه ثان يحكي الدفاع عن الحياة.





"فيصل دراج"

عودة