إن كانت معشوقة الروائي "ياسين رفاعية" امرأة تسكن ضباب الغموض .

فإن ماجرى ل"بيروت" أوضح من شمس النهارات الصيفية ، وإن كان الروائي يكتب عن مدينته وماجرى لها ، ومحبوبته التي أخرجها من تلافيف عقله ليودعها صفحات روايته.. فمن حق من يقرأ هذه الرواية العذبة أن يربط بين بيروت وماجرى لها والبطلة الهاربة دائماً من أحرف الكلمات.

كثيرون من الروائيين والشعراء حلموا بمدنهم الفاضلة وربطوها بنساء أحبوهن ، لدرجة أنه كان من الصعب معرفة أين تنتهي المعبودة.. ومتى تبدأ المدينة الحلم – ولكن "ياسين رفاعية" ينسج منهما معاً – المرأة والمدينة – فردوسه الأرضي – الذي لايكون فردوساً إلا بعد أن تسكن محبوبة الفؤاد..

هذه رواية أخرى عما جرى ل"بيروت".



يوسف القعيد



الرواية تدور حول عشق رجل أربعيني لفتاة في العشرينات تتفجر حيوية وحماسة وتبقى باستمرار في دائرة الغموض فيجهد بطل الرواية لكشف ملابسات غموضها.

تدور أحداث هذه الرواية في "بيروت" خلال الحرب الأهلية اللبنانية في الثمانينات.. لكنها لا تصف الحرب مباشرة بل تتطرق فقط إلى آراء بطل الرواية عن الحرب في سياق موضوع رومانسي حامي الوطيس أثناء الحرب المحتدمة!

وركز الكاتب على المشاعر الحسية الجياشة تجاه الحبيبة، التي كانت تسيطر على أحاسيس بطل الرواية من أولها إلى آخرها، بينما كانت هي غارقة حتى أذنيها في صراع من أجل القضية، وهي حين صممت على اقتحام العاصفة والتماهي فيها كانت موقنة أن ذلك هو التحدي الحقيقي للمرء، وأن قضيتها تستحق كل شيء حتى الموت .. وهو العرس .. وهو الحب!

هكذا فقط سيستطيع بطل الرواية الاقتناع بالهروب من كوابيسه وخوفه من فراقها .. لأنها وحدها من ستقوده إلى حياة مختلفة عما كان يعيشها!



منتدى الشام الثقافي

عودة