- ويلك لو أن اليأس نفذ يوماً إلى نفسك

فالماضي ليس إلا حطاماً مهترئاً

وإذا ماالزمان فتق جراحاً لابد يرتقها

واعلم أنه ليس بين البشر ذاك الذي يملك

قوة جبارة تستطيع تدجين القدر وتخمين المصير

وتطويع الآلام وهيهات أن يكشف منجم خبيئة الأيام



- تبدت لي يوماً إحدى جنيات الصحراء اللائي كن يجبن أفواه الينابيع وسألتني أحجية :

من هي تلك صاحبة البدن المصاغ من جلود الغزلان ذات الأوتار المرتعشة والمشغولة من أذناب الخيول الأصائل وبوسعها أن تتعب مواطئ أقدام العشق في القلب موطئاً إثر موطىء ولها حنّة تظفر بأفئدة الوحوش وأنّة تبكي الذئاب الغبر وزفرة تؤوي إلى لب الفهد الذي ينحم.

أجبتها : من غيرها الربابة تتوق أبداً للفوز بصيحات شفاهنا وتأوهات قلوبنا.



- لابد أن تلك الأنغام جاد بها الرب للأنام فالأنغام التي تنطق بها الربابة تلج الروح لأنها تشبهها، فالروح لايدركها البصر، لكن أفعال أجسادنا تدل عليها وكذا الأنغام لانبصرها لكنها تنساب من بدن الربابة وتترقرق رناتها على الأوتار لتسري لحناً وتتدفق نغماً وتدفع حبات الدمع لتفر من سجنها وتنبت في أوردتنا الزهر وتداعب الوجدان وتدلف إلى سراديبه السحيقة وفي وسعها أن تحوز كل ماسكن وارتجف في قلب بشري وأن تراقص سرائرنا التي لايدري بها إنسان.



- هاهي ذي الروح تولي باكية وتصيح:

من يخفف نتفة من ويلي؟

من يدرك ماوراء نحيبي؟

هوذا عويلي وعبر الصحارى ذريه أيتها الريح.

فمرغمة نضوتُ عني القلب العزيز وأخليت الجسد للموت

ويالسعادتي التي كتب عليّ أن أندبها أبداً.

أغثني يارب السموات إني روح صرعتها مطاوي الأقدار

إني روح يضنيها حب للخسران كان أوجع تذكار.



- خلّ عنك الخوف فليس في مكنتنا أن

نقف حيال ماتريده سعادتنا فالسعادة صاحبة

تبجيل أبدي وكل مانفعله فإننا نبغي من

ورائه سلامة حبات قلوبنا التي لن تكف

عن الاحتجاج إذا ماخالفنا رغائبها.

وياأيها الأمير إلى معشوقة الشمس امض

وبعد ذلك لست أزيد من القول

عودة