ماأجمل الموت في عيني امرأة دمشقية!! قال لي ذات مرة وهو يقدم لي مجموعة قصائده في ديوان أسماه : امرأة لزمن أخضر..!

هل القدر كان يعدني بك أيها أيا الرجل الذي ملكني القمر، ثم غاب من أيامي ليتركها بلا قمر؟؟

وهاأنا أكتب عنك اللحظة.. أقلب رسائلك وأتبعثر في تعرجات جسدك إذ تعيدني إليك هذه الرائحة ذاتها لتزرعني فيك أكثر – امرأة لزمن أخضر - ماحدود الخضرة ياأحمد في زمن بلا لون؟



- لاشيء يعود أيها الحالم في دجى الأيام.. ووحدي أقف على حدود الحزن وأنتظر أن تعود لنبدأ الرقص من جديد.. نذوب كما الثلج معاً جسدين من نشوة عارمة.

كم كنت أشتهي الرقص الهادئ إذ أغوص في صدرك وأنسى أن الموت قادر على أن يفرق جسدين التحما في لحظة فرح جامح..! الحب في غربة الوطن صار قاتلاً ياأحمد ولا فرق بين مدينتك ومدينتي.. مادام كل وطن يقتل الذين يحبونه على طريقته!!

الرصاص دائماً هو العملة الموحدة!! والسجون مليئة بالحالمين.. لافرق ياأحمد بين كل المدن!!



- وينتابني شعور قوي بأن حبي وهزائمي معروضة للغير.

وأشعر أنك سكنتني فصرت أنا، أو أنك في النهاية سائل مائع يتسرب من بين أصابعي فأعجز عن الامساك بك..!

أتصورك بطلاً خرافياً قادماً من أعماق العصور لتفك ذاكرتي الموصودة.. يفيض الدمع ويتشبث القلب بك لأنه لم يعد يقوى على الانشطار.. يلاحق الفرح الجامح ويعود مشدوداً كالعادة إلى وتد الغربة..

أركض نحوك بلهفة الحب والموت لأنادي: زوربا.. أنا في انتظارك منذ الأزل.. منذ تركت المدينة.. مدينتنا كانت تحبك فلم غادرتنا؟؟ زوربا.. أنا في انتظارك منذ غادرتنا... غادرتني الأشياء



-برد الخوف يثقب جدارات الوجع فتستحيل أمنياتي اختناقاً في سراديب الظلام وحشرجات الصمت المخيف.. القسوة لاتخمدها إلا رغبتي في الركض.. الركض بلا توقف.. ولاأدري لم يطعنني الفرح وتخذلني كل المحطات التي أظل أنتظر أن تحتضن ركام تعاستي، وكنت ياأنت أجمل محطاتي برغم شراستي، وبرغم بداوتي.. أضعف أحياناً وأحتاج إلى جبال من الدفء لكي تذيب تصلب أوردتي الضاربة في الجليد المتدفق من طيات القلب المقيد بالدمع الساخن المحترق في غبار الأرياح الهائجة... مسكونة أنا باحتضان أخطاء الآخرين وجراحاتهم.. فقلبي البدوي واسع كامتداد القمر في مساحات الظلمة والصمت..



-آهٍ! لوحشة ليل الشتاء.. آهٍ!! للمطر البارد إذ يتساقط في القلب كسكاكين صدئة تضاعف الموت مرتين!!

أحببتك جداً لو تدري..! أحببتك حتى اشتعال دمي.. أحببتك حد أن أهبك حجم الكون فرحاً بريئاً!!

"أحبك" قلت لي ذات رسالة، وظلت بعدها كل أنهاري تجري صوبك فتصب في بحر كبير هو قلبك، ولم تعد مياه البحر مالحة إذ عاد كل البحارة الذين غابوا طويلاً.. عادوا يلوحون بمناديلهم والبحر يعلو ويعلو حتى ينسيهم وحشة الغياب!!

عودة