- ولدرجة تقديسهم للعائلة أدهشهم مارواه الرقيب عن "الغندور" ، ف"الغندور" كما شرح الرقيب... أممي؟! لايهمه قومية ولاعائلة ولاعشيرة ، مايهمه هو المال ، فالمال أمته وعائلته لذلك لم يتورع عن هبش ابنته حتى لم يبق لديها هي وزوجها وابنها نكاشة موقد كاز ، وأصل نجاحه في ذلك استحالة أن يتصور "درويش" وزوجته أن يقوم أبوها بهبشها، فلا سابقة في ذلك عند العرب ولاعند العجم، والنصر لم يأت بالذكاء بل بالمفاجأة، وهو مادرج عليه رجال العشائر الضاربة من عرب وعجم حيث لايستعينون بقوتهم أو بذكائهم بل بالمفاجأة.



- سهرنا مع "الغندور" في خيمته ، عزف لنا على العود وغنى بصوت جميل ، سألناه عن سبب نقص الطعام فانتفض بحدة ودمعت عيناه وهو يروي لنا عن المساعد العكروت الذي أخذ تعيين الجنود وقدمها لنا فيما سبق ، وأنه عندما علم بذلك عاقبه وأقام ميزان العدالة فنقصت حصصنا،

هل يجوز لكم ياقمة الوطنية أن تفترسوا طعام جنودكم ، استخدم كلمة تفترسوا فانتصب شعر رأسنا والله ، وشحبت وجوهنا هلعاً.

إذا سمع الناس بذلك انتهى مستقبلنا العسكري والسياسي والغندور "جاد" وسيعملها فضيحة.



- لم يبق رجل في القرية ولاامرأة ولاطفل إلا وضعوا أملهم في الله أولاً و"الغندور" ثانياً لإرجاع الأرض ، والناس أفلست وراحوا خلسة إلى لبنان ليشتغلوا عمال بناء والحال على ماهو عليه ، فجأة انحلت الأزمة ، يقولون : اشتدي أزمة تنفرجي ، قال الفلاح "علي" للدرويش: «الحمدلله جلب الغندور كاتب العدل للقرية وقال لنا إن العكاريت رؤساءه لن يسمحوا له بترك الأرض إلا إذا وضعها باسمه، على قوله ، ساعتها يسمحون لأنهم يشفقون على وضعه وهو الفقير ، ولكنه وعدنا انه سوف يرجعها لنا فور خروج العناصر منها ، تشاورنا ، لايوجد حل ، إما أن يبقى العناصر على تخريب الأرض أو نبيعها للغندور صورياً ».



- الدرويش مبسوط من كثر ماشاف وسمع صار كل يوم يحمد ربه لأن الغندور اكتفى بالسرقة ولم يبع ولده لأحد ما، ولم يكن قد رأى وسمع قراءات القمة الغندورية.

عندما سمع ، قرر الهجرة ، خير خبر ، عسى يبيع له الولد ، الحقيقة أنه لم يبق لديه سوى هذا الولد، وإذا عثر له الغندور على مشتري سيبيعه حتماً وسيجد طريقة لابد لأنه لم يبق لدى الدرويش شيئاً ليسفقه منه ، لاغرفة نوم ولابراد ولاتلفاز ولاشيء ، فإذا أتته الرجفة والانهيار " الذهبي " قد " يسفق " طارق.



- ذهل الدرويش، لا ، لم يذهل ، شعر بالخوف لأول مرة في حياته ، صارت الغندورية مذهب سياسي اقتصادي اجتماعي، لم يعد الغندور فيلسوفاً وحيداً، بل أصبح عقيدة فلسفية، تحول الضبع المنفرد إلى قطيع، ياإلهي رحمتك، طيب ، وإذا الغندور ابن الناس أكلكم أنتم؟ قال درويش شامتاً بالمختار..، لكي يحقق مآثره الانسانية يامختار الشؤم.

عودة