-كم أشتهي لو أنني أمية .. هل تمنت امرأة من قبل هذه الأمنية؟ أود لو أني أتيه في طلاسم العمر..

أتعثر بأحجار الجهل... تدميني وعورة الأحرف، على أن يعميني النور، أو يجبرني على إغلاق عينيّ.

أرأيت أقسى من أن تغلق عينيك عن النور؟ لاتهزأ من منطقي، فالنور مؤذ.. وكشف عورة الحقيقة يدمي.. وهل ينفع التوت في موضع للعري؟

إني أتخبط، تتقاذفني متناقضات متناحرة، تتنازعني مشاعر متناقض، لاأدرك لها قراراً، ولاأظفر منها بشاطئ أو مرساة..

-ماذا فعلت بحياتي أيها الجبل؟ كنتُ ملفعة بكبريائي.. فعصفت رياحك بي ومزقت بردتي.. هذه المرة رأيتك بوجه جديد.. كنت منفعلاً تصرخ في وجه أحد المراجعين، وترمي أوراقه في وجهه. شيء ما صرخ في داخلي: هذا هو المجنون الذي يناسبني..! وقد لاحظ استغراقي في ملامحه..! كأني متصوف يستشرف وجه خالقه..! لم يعجبه هذا الأمر، أو ربما هو الانفعال قد أثر عليه،

-على أوراق عمري الهارب بعثر أشواقه.. نثر نظراته لهيباً .. نوراً يولد نيراناً..

آهاته دقت أوتاداً.. زردت أصفاداً أضافت إلى خيامي المشلعة جذوراً..

أذكت في شراييني توق الوتر إلى نغم.. توق الروح إلى سكن.. ورحل..!

لملم الفرح من صباحاتي وغاب.. رياح رحيله جففت الماء في مفاصلي، وتركتني كومة حطب..

-أرأيت ...! بدأت حساباتك تهزمني قبل الرحيل.. تسحب من دمائي الحياة.. تطفئ عيون الياسمين في عرائش عمري المهزوم..

أراق كلماتي.. حبي... توقي.. سكبها في هوة اللاجدوى...اللاوجود .. ورحل..

وتكسر الحنين على ماتكسر من سنين.. أتراه يعود وقد وقد أضناني بعده، وفي أحشائي يبس الجنين.. ليتني مارأيته بعودة الخزي، وعقم الانكسار... متأبطاً هزيمته كان.. سترته المرصعة، قميصه المنشى جلده اللامع... الطاووس يزهو بين جنباته خذلني.. رائحة النفط تفوح من أعطافه... رائحة الكلمات بلا كلمات..

-مبللة بالحنين أمسياتي.. عابقة بالنغم الحزين.. يتحول العالم في عيني دمعة..جمرة.. وأنا أنتظر وجهك، ويطول انتظاري.. يحولني آماداً مبذورة بالردى... ياويلي..! كم هي طويلة ليالي..

ساذجة .. سقيمة .. معطوبة الحياة..

كيف لاتجيء..! وماذا سأفعل بكل هذه الساعات من دونك..؟ وأشواقي.. آهاتي.. مسامات عمري.. من سينعشها إذن؟

عودة