- وسألت نفسي.. كيف يعشق المرء شكلاً.. الحب من وظائف الروح.. فكيف نصدق الجسد إذا ادعى امتلاكه..

أنا أرى الحب روح واحدة.. نسبها الله تعالى إلى جسدين.. منذ خلقهما.. ثم يحمل كل جسد نصف الروح التي فيه ويسير في هذه الحياة..

يولد الحب عندما يجد أحدنا النصف الآخر لروحه.. لكنه حتى يجدها عليه أن يلتقي أولاً بالجسد الذي يحمل نصف روحه الثانية.. ويتوجب على روحه أن تكون ملونة لتصرفاته.. وأن تكون روح الجسد الآخر باديةً في تصرفاته وكلماته.. عندها تتعرف الأرواح على بعضها وتذكر منشأها الواحد.. وتتلامس الأرواح..



- ويغادرني صمت في هذه اللحظة.. صمت يرتدي فستاني الوحيد تاركاً ثرثرتي العارية خجولة بعريها..

قلبي عصفور ككل العصافير.. لايةقفه قفص مهما كان رحباً واسعاً عن الشعور بالحاجة للطيران..

توقف ياسرب السنونوات

هاهنا سجنتُ المغادر.. واليوم تولد أمنيتي..

أين يصنعون الكذب عادةً.. أفي ذات الإناء الذي يصنع فيه الحلم.. ألذلك يكون الحلم لذيذاً كالكذب.. وأحياناً محترقاً ككابوس الاستيقاظ..



- كنت أريد الخروج من من دوامة عصفت بي.. لقد انفصلت عني حبيبتي منذ وقت قريب.. وعلمت منذ يومين أنها تزوجت.. بهذه السرعة.. تنفصل وتتزوج.. وسألت نفسي.. لماذا لايكون على الحبيبة انتظار فترة العدة كما هو حال الأرملة والمطلقة.. لماذا لاتكون هناك فترة عدّة تكون خلالها غير قادرة على العشق والارتباط.. كيف تنزف دماء بكارتها قبل أن يندمل جرح قلبي.. كيف تدخل غرفة نومه وتنام في سريره قبل أن أخرج من غرفة صمتي وأنهض من ذهولي..



- قلتِ لي يوماً : أن السعادة تكون بالصحة والأمان والأمل..

وأنا الآن بتّ عجوزاً من غير صحة.. والأمان أضعته في إحدى المحطات التي دخلتها أو أحد المقاهي أو المعتقلات أو المطارات.. والأمل كُسِرت’ ذراعه حين خطبوكِ.. وأصيب برصاصات طائشة ليلة زفافك.. ومات نازفاً مع دماء بكارتك.. وأنا فلازلت سعيداً.. ولازلت حتى الساعة أرى وجهك وبشرتك المجعدة.. التي تركت بصماتي فيها.. وكبرت البصمات معك وصارت تضاريساً.. ترسم في وجهك جغرافية حبنا.. وخريطة أيامنا.. ولازلت أرى فيه كبرياء ضعفي وضعف كبريائي.. وأنتِ.. لازالت ثيابك السوداء حداداً على من اغتصبك بإثم الزواج.. لازالت ثيابك السوداء تمتص غضبي.. مع الشمس والحرارة واللهاث..

عودة