- وبدأ الاطمئنان إليه والتعاطف معه يأخذ شكلاً جدياً في بعض التصرفات.. وأيقنت أن هذا الأسود يخفي في قلبه بياضاً ناصعاً في القلب والفكر والروح.. وتساءلت ماهذا التحول في تفكيري؟ إن الحزادث تجري بسرعة.. ولاتدع الفرد يصحو على أمره..

أما الطبيب فقد ملأت قلبه إذ أحب رقة رقة طبعها ، أحب ذكاءها وإدراكها السريع ، أحب ألوانها ونوع جمالها ، وتساءل أيحمل كل البيض صفات سامية حلوة كما تحمل هدى؟



- أرجو أن تضعوا الناس والتمييز بين الأجناس.. فمطلوب منا في عصرنا المتحضر أن نكون علمانيين.. إن العالم المتحضر العاقل لايرى فروقا ً بين الأوان.. ألا ترى أن الأبيض والأسود يتواجدان في كل مكان تحت القبة الزرقاء؟ ألا نراهم معاٌ في الجامعات والوظائف والنوادي والمقاهي وفي المحلات التجارية؟



- وسارت بخطا عصبية وقد صودرت أحلامها وهي تذكر الماضي حيث كانت تسير مع جمهور غفير أثناء الاحتفال بأحد الأعياد وكيف كانت مشاعرها تتنهد بالشوق لنيل الحرية وكيف ملأت الفضاء بالأغاني التي تسكب الفرح على الجباه السود.. نعم تذكر كل هذا ولاتنساه ، فقد حفر في أعصابها ساعة انطلق عيار ناري على سعيد وكيف حمته بصدرها وهي تمضغ آلامها الصفراء مع قومها الذين تجمهروا بغضب وهم يجترون هوانهم الأحمر...



- إنها فلسفة التجارب التي انتهيت إليها.. وإذا كنا نناقش القضية من حيث المبدأ فلماذا نحكم على السود بالإعدام؟ ماذا فغلوا؟ كيف وقف التاريخ ضدهم؟ ماهي جنايتهم؟ أتدري ياأبي أننا نركز حياتنا الاجتماعية والقومية على مفهومات خاطئة، جاءتنا من شرق وغرب؟ وقبلنا ذلك دون مناقشة .. وهذه كلها أضاعت خطانا، تركت طريقنا دون رصيف.



- فلنطهر قلوبنا وأفكارنا بنيران المحبة والعدل، المحبة لكل البشر والعدل بين أفراد البشر ، ولننشر أريج الحب المعطر.

قال ممدوح : وماذا يكون شأن المجتمعات المتصلبة المتحجرة؟

قال الحكيم : ستعركها الأيام ، سيصقلها الزمن.. وقد تنتصر على شلل الفكر وجبن الإرادة والعزم، وتقوص سخف التقاليد في عصر جديد..

عودة