الصورة غير متوفرة

- ورغم أن والدها كان زفها إلى الملك " أمشترو " فيما يشبه الصفقة السياسية تشبهاً بحديث العصر – زيجة رمسيس الأخيرة من الأميرة الحثية – إلا أنها لم تكن له يوماً البغضاء أو العداء، ولم تتمنى له إلا طول البقاء من كل قلبها على عكس شقيقها الذي طالما فشل في إخفاء نوازع صدره.. إن شهوة المُلك لجبارة.



- وكأنما أثار شبابها وحيوتها عنفوان البحر فماج قليلاً مرسلاً بضع موجات كرسل حب لتلثم قدميها.. كانت إنايا عريضة الكتفين طويلة القادمة، قدماها ويداها كبيرتان ولونها بلون الحنطة.. وكانت قوية قوة المحارب وخطواتها واثقة وكبيرة .

لم تكن حتماً أجمل سيدات المدينة، ولكن عنفها وقوتها جعلاها أشبه بالفرس البرية الهائجة بعينيها الواسعتين .. بكحلهما الكثيف ولونهما الداكن الذي لايمكن تحديده.. درجة مابين الأسود والبني، وبشعرها الطويل الخشن الكث وقد تعودت أحياناً أن تلم بعض خصلاته كلاً على حدة بخواتم ذهبية أو شرائط ملونة.



- كان يضنيه كلما رأى الملكة تخطر مختالة دون أمارة ندم واحدة أنه وقف أمامها وقفة ذليل عاجز، وكيف ضغط بالملح على جرحه كي يوقف النزف.. فيهتاج وتصهر روحه حرارة الحقد. ثم يفكر في فزع فيما يمكن أن تفعل هذه الجميلة الشهوانية التي لاتتورع عن شيء.. أيمكن أن تدس له السم؟.. أليس عليه إذاً أن يسبقها؟.. وماذا لو خطفه الموت؟.. ومامصير أبنائه؟.. ولكن فليفكر في حاضره.. ترى ماهي فاعلة الآن؟.. أتخطط لفضحه أوربما خيانته من جديد؟.. ينتفض آنذاك هائجاً كموج البحر وقد خطفت عاصفة روحه ماتبقى له من عقل..



- لن تطأطأ الرأس لذلك الذي وجدت نفسها زوجة له دونما سبب أو تبرير بل كقدر مرير لايمكن تفسيره..

جلست مستكينة وهي تفكر بحياتها الزوجية.. لايمكن أن توجد حياة زوجية عندما يكون الزوج ملكاً.. تختلط الأمور وتصبح دقيقة وحساسة أتفه المسائل.. لاتوجد عزلة أو أسرار.. الجميع متربص متحفز والعيون واسعة.. وفي غرفة النوم يصطف أفراد الشعب للتحديق بالقرينين، وتشاركهما المصلحة العامة فراشهما البارد..



- التآمر.. الفعلة الشنعاء.. وكلمة الموت تأتي دائماً بعد تلك الألفاظ.. هز بعض النبلاء رؤوسهم متظاهرين بالغضب، بينما احتقنت عيون الجميع بحمرة الدم..

ألا ماأقبح هذه الأيام المذنبة.. في الفضاء خطايا وضلالة، وفي القلوب ظلام ووحل.. سعيد هو ذلك الرجل الفقير الذي يربي طيوره ويحصد حقله في أبعد قرية.. ذلك الذي لايعرف الطمع ولايجاور الأثرياء ولايرتكب الآثام.. امنحينا السكينة أيتها الآلهة، واخلعي علينا رداءً من البساطة والطيبة، فالسعادة لاتزور القصور والقلاع حيث تقيم المكائد والدسائس من قديم الزمن.

عودة