الصورة غير متوفرة

-لقد رفض إبليس يوماً السجود لآدم مدعياً أنه من نار، وأن آدم من طين، فلعل في رفضه مايشير إلى أنه يفضل آدم في التكوين. فهو من فكر ومعرفة، أما آدم فليس له من المعرفة إلا ماخطه الله له، ولعل هذا مايرمز له باللوح المحفوظ، الذي أخبرنا به القرآن، فالمعرفة التي حملها الله لآدم، هي اللوح، أي النشأة الغضارية، أي المعرفة التي ندعوها بالذاكرة الجمعية الواحدة الموجودة لدى البشر جميعاً، والتي يشتركون بها أينما وجدوا، وكيفما كانوا، إنها الفطرة.



- أيها القدم من ذاكرة الموت.

تاريخك ذاكرة القادم .. والقادم مجهول.

أقبل

فغيابك لوثني بالكآبة/ودمك في جسدي مقتول/

اصلبني في ذاكرة الموت/واخرج من فوح بشارتها

أيها القادم من ذاكرة الموت

ذاكرتي كانت عالقة في المطر القادم

كي تعشب بالماء ذواكرهم

أقبل إليّ كي أمسي في ظلمتك نوراً / أو ناراً

فمازلت أنتظر مجيئك

الروح هاربة مني



-الأرض لاتدور.. إنما الكائن الإنساني هو الذي يدور حول زمنه. وحول الأرض، فيشعر بدوران الأرض، حين يسقط في مجهوله.

أيتها الأرض.. منذ متى وأنت تدورين حول نفسك؟ أيها الكائن.. منذ متى وأنت تدور حول الأرض؟ أيها الموت.. منذ متى وأنت تمارس فن الروح؟؟

ألن تخسر يوماً؟ لابد أن تخسر في آخر دورة من تاريخ الكائن كي يباشر الخلود دوره الجديد.



-البشر يابتراء، مختلفون عن الآلهة، فما إن تحدى الإنسان آلهته، حتى قررت أن تغادر أجسادها، بعد أن غطتها بقدسية الديمومة، لتحول أرواحها إلى أجسام قادرة على التشكيل والتشكل، أجسام.. لاطاقة لأحدهم على مقاومتها، أجسام.. نسيجها النار وشكلها .. سر لايدركه إنسان، وهذا سر عظمتها.

تركت أجسادها هناك، في قدسية الوقت، لاتبلى ولايجرؤ الفناء على الاقتراب منها.

نحن يابتراء، نحن.. نحن أرواح الآلهة. وسكان الأجساد. نحن العارفين، نحن سر الآلهة، نهب الأسرار، لمن يمنحنا الوقت،فنمنحه مفتاح الخلود.

عودة