- في داخلي كانت تتبدل أموري ، هويتي صارت همي ، جزئي الفلسطيني الأضعف ، الهاجع في عمقي ، ينزف بصمت.

جزئي الأميركي الأقوى ، كان هو الوسيط الذي فتت مقولة أن القوة ماوجدت إلا لإحقاق الحق العدل ، وعزز شريعة عدل إرادة القوي.

أعترف تجاهلت يقيني بعفونة أفكارهم نحونا ، وعولت على ديمقراطيتهم كشعوب متحضرة ، للأسف كانت قيم واهية.. عبارات محشوة في الكتب ، انتقلت بسرعة إلى عقولنا العطشى والمخنوقة منذ الوعل بل ربما قبله.



- همت على وجهي في شوارع المدينة العظيمة، ساعات كثيرة مرت وأنا تائه كأنني جديد على المدينة وشوارعها. فكري يحصي المآسي كأنه يعاقبني ، الحظر على منشوراتي ومقالاتي اليومية ، طلبهم خداع شعب متعب منهك، كان آخر نقطة رفض تنزل فوق كأسي المترع.

ماأرخص الإنسان ، تذكرت روحي المعذبة ، هذياني وشعوري بوحدة قاتلة ، لاأحد يتفهم معاناتي ، لاأحد يراني على حقيقتي أبداً.

في بيتي امرأة تتفهم أحاجي العالم إلا أنا ، زوجها تعتبرني معضلة ، من يدري ربما كانت على حق ، أعني الحق السائد هذه الأيام .

إحزن ياقلبي ماشاء لك الحزن وابكِ إن استطعت واندب إن قويت على ذلك!!



- لم أعد أسمع، شعرت بعبثية الحياة ، كنت ومازلت نقطة مختلفة ، تأبى التجانس مع شعب روافده متعددة ، ملوثة ومجنونة. شيء في صدري تمرد، رفض هذا الوضع. أعترف بأنني كتبت وحاضرت وناديت بالسلام، بإقامة حوار، بمد جسور. كن

ت جازماً بأن كل التوجهات ستنتهي عاجلاً أم آجلاً حيث أقف أنا ، لم يخطر لي، أن ما آمنت به، من ديمقراطية، وحريات سياسية، وحقوق إنسان، مجرد شعارات لفرض الهيمنة.



- بركان ثائر في داخلي ، عذابي يكبر يوماً عن يوم صرت غيري ، صرت شرقياً عربياً فلسطينياً.

الكذبة تفتت ولم نتعلم. ظلم يفوق الاحتمال ، مكائد ومخططات ، تشطب أسماء أشخاص ودول كاملة ، بوضع علامة الجمجمة وعظمتين فوق وجوه حكام ومسؤولين كبضاعة انتهت مدة صلاحياتهم. عقوبات ودسائس.. ماأجرأها وماأكثرها!



- حين تحاصر إنسانية إنسان يبكي لأقل الأسباب كما يبكي على أعظمها ، يبكي ضيق المكان ، يبكي ضياع الأوطان ، يبكي من ألم تخثر دماء الجراح فوق منبعها ، من تشقق قشرة جراح قديمة.

نبكي كبت مشاعرنا، كما نبكي حين لانرى وجوهنا في المرآة كل صباح ، نبكي لفقداننا حرية الفكر والقول ، نبكي لسلبنا حقنا في التعامل مع أنفسنا ، ومع من حولنا، ومع الأشياء كما نحب.

عودة